حقوق الطبع لهذا البحث محفوظة للمشروع الإسلامي لرصد الأهلة © 2007
المواد غير قابلة لإعادة النشر دون إذن مسبق
مؤتمر الإمارات الفلكي الأول
تطبيقات
الحسابات الفلكية
الثقافة الفلكية في العالم الإسلامي
القباب الفلكية و المتاحف العلمية في العالم العربي
مروان أنور الشويكي
أمين القبة الفلكية في شركة تنمية نفط عمان
دبلوم تحكم آلي وأجهزة دقيقة
خبرة في مجال القباب الفلكية وإنتاج برامجها منذ عام 1989
القباب الفلكية وأهميتها في الوطن
العربي والعالم الإسلامي
الملخص:
تعتبر القباب الفلكية اليوم مؤشرا هاما من مؤشرات التحضر
في الدول التي تنشئها. فبالإضافة إلى كونها صرحا تعليميا بارزا في العملية
التعليمية للطلبة وللزوار، فهي أيضا رمز للرفعة والسمو مع نجوم السماء وأجرامها في
الليالي الحالكة.
في هذه الورقة، سوف أسلط على:
ما هي القبة الفلكية؟
ولماذا علينا اقتناء القباب الفلكية؟
ومن يقتنيها في
العادة؟
أنواع القباب الفلكية
أي الأنواع يلبي احتياجاتي؟
التصميم الداخلي للقبة الفلكية.
البرامج والعروض.
مقدمة:
ربما تكون حاجة الناس إلى قبة فلكية في مدنهم المنارة
ليلا والملوثة ضوئيا اليوم أكثر من أي وقت مضى. ففي الماضي كانت السماء هي الصديق
الدائم للإنسان في حله وفي ترحاله في تعبده وخوفه وتأمله. فتعلم منها الكثير وأصاف
في فهما أحيانا وأخطأ أحيانا. وما نستخدم اليوم من تقاويم إلا شاهدا على تلك الدقة
والفهم اللذين أسسهما الإنسان بينه وبين قبة السماء.
وأما اليوم، فلم تعد السماء ذات أهمية لمعظم الناس. ولم
يعد أحد ينظر إليها أو يراقب حركات أجرامها إلا المختصون والفلكيون الهواة فقط.
وإن كان الضوء الكهربائي الاصطناعي قد أنار الأرض في المدن، فقد حجب نفسه السماء
عنها. ولم يعد الناس قادرين حتى على الانتباه بما يدور فوق رؤوسهم. وهكذا فقد
انخفضت الثقافة الفلكية في أبسط صورها في الوقت الذي تضاعفت فيه إنجازات الفلك.
ولم يعد عامة الناس يرون ألمع النجوم في الوقت الذي تسبر المراقب الفلكية
الكوازرات على بعد بلايين السنين! والمقارنة مع أجدادنا قبل مئات وآلاف السنين،
فالمعلومات الأساسية عن القبة والسماوية وحركات أجرامها اليوم بالنسبة لمعظم الناس
باتت صعبة ومعقدة وغير مفهومة.
ومن هنا فإن القباب الفلكية اليوم تبدو مهمة جدا وحلا
مناسبا لإعادة الصلة وإصلاح الحال ما بين إنسان المدينة وأجرام السماء.
ما هي القبة الفلكية؟
القبة الفلكية اليوم عبارة عن غرفة ثابتة أو متنقلة تتسع
لعدد معين من الأشخاص ويتوسطها جهاز عرض للنجوم والكواكب والشمس والقمر وكذلك يمكن
لذلك الجهاز وبمساعدة أجهزة مرافقة أخرى، أن تتم عملية محاكاة لما تظهر عليه
السماء الحقيقية من حركات وظواهر مثل الليل والنهار والفصول والخسوف والكسوف
والتغيرات في أطوار القمر ومواقع الكواكب والشمس والقمر وأوقات شروق وغروب كل نجم.
وكذلك محاكاة السماء وأجرامها وحركاتها من أي موقع على الأرض.
وفي القباب الفلكية اليوم يمكن عرض برامج مثيرة وجذابة
بل يمكن محاكاة السفر بين الكواكب والنجوم في رحلات تعليمية شائقة وممتعة.
أنواع القباب الفلكية
يمكن تقسيم القباب الفلكية إلى عدة أنواع استنادا إلى
عدة معايير وتصنيفات؛ وفي هذه العجالة سوف نبحث في مجملها بصورة عامة. فمن حيث
طبيعة المبنى هناك القبة الفلكية المتنقلة وهي تكون عادة صغيرة الحجم ولا تتسع
لأكثر من عشرين شخص ويتم تعبئة القبة بالهواء عادة بوساطة مدفع هواء يعمل بصورة
مستمرة لضمان الشكل الكروي لها بشكل ثابت.
مثل هذه القباب تكون عادة رخيصة الثمن ولا تحتاج لأكثر
من شخص واحد فقط لتشغيلها وعادة تقل تكلفة شرائها عن 10آلاف دولار. والحقيقة أنه
يتعذر تشغيل مثل هذه القباب في المناطق الحارة إذا كانت في الهواء الطلق. أما إذا
خطط لتشغيلها داخل قاعات مكيفة فلا باس. ولا أظن أن حاجة للقول بأن عروضها بسيطة
ولا تنطلق بخيال المشاهد إلى ما يمكن أن تؤمنه تقنيات اليوم.
والقبة الفلكية التي سنخوض فيها في هذا البحث القصير، هي
القبة الثابتة والتي تكون عبارة عن مبنى يتخذ شكلا خارجيا ما يتم تصميمه بالطريقة
التي يراها صاحبها مناسبة ويمكن أن يتفنن المهندسون ويبدعون بما توفه لهم خيالاتهم
وجيوب أصحاب القبة الفلكية.
وأما من الداخل فلنا أن نتصور قاعة دائرية تحتوي على عدد
من المقاعد ابتداء من 25 مقعد وقد تصل سعة القباب الفلكية العملاقة إلى بضعة مئات
من المشاهدين.
ومثل هذه القباب الفلكية تدار وتشغل عن طريق طاقم متكامل
وتكون تكلفة هذه الأنواع تتراوح ما بين 100 ألف دولار وبضعة ملايين منها. وقد تبدأ
بقطر 5 أمتار وربما تصل إلى 30 مترا في القباب العملاقة.
أسئلة يجب الإجابة عنها قبل الشروع في بناء قبة فلكية:
1- لماذا تريد إنشاء قبة فلكية وما هي الأهداف التي ترجو
تحقيقها من خلالها؟
2- من هم المستفيدون؟ طلبة مدارس كليات وجامعات ، جمهور
عام.
3- ما هي المساحات الجغرافية التي تغطيها خدمات القبة
الفلكية؟
4- موقع القبة الفلكية.
5- هل ستنشأ القبة وحدها أم سيضم إليها معرضا فلكيا أو
متحفا علميا ؟ أم هي عبارة عن جزء مضاف على مدرسة، جامعة كلية أو متحف؟
6- ما هو عدد الحضور المتوقع في العرض الواحد؟
7- إدارة القبة الفلكية وعدد موظفيها.
8- من أين ستتوفر مصاريف التشغيل؟
9- من أين سيتوفر الدعم اللازم لإنشائها؟
اختيار القبة ذاتها ( الشاشة العلوية).
لابد من بعض الاعتبارات عند اختيار الشاشة المناسبة مثل:
1- الحجم.
2- المادة المصنوعة منها ومقدار الانعكاسية.
3- مائلة أم مستوية أفقية.
4- توفر الممرات خلف القبة لتسهيل أعمال الصيانة.
5- المرونة في توفر رفوف خلفية لتثبيت أجهزة العرض المساعدة
مثل البانوراما وعرض كافة السماء.
المقاعد: يجب التخطيط لاختيار المقاعد المناسبة للمساحة
المتوفرة على ضوء العدد الإجمالي المرغوب به وكذلك يجب أن يتم اختيار المقاعد التي
يمكن إمالة ظهرها إلى الخلف لتحقيق الراحة للمشاهد عند مشاهدة النجوم العلوية
والخلفية. والأهم هو القرار فيما إذا كانت المقاعد موزعة دائريا أم مصطفة متوازية
مثل المسرح. وهذا لا يتقرر إلا باختيار نوع القبة الفلكية ومساحتها.
كما يجب أن يؤخذ بالحسبان أنه وفي حالة تعدد اللغات،
يفضل نوع المقاعد المزودة بمخارج الصوت للغات لتوصيل سماعة الرأس بها.
جهاز العرض الرئيس:
1- لابد من توافق الجهاز وقدرته مع قطر الشاشة المستخدمة في
القبة الفلكية.
2- من المفيد اختيار الأجهزة التي توفرها الشركة الأكثر
التزاما في الصيانة والأقل تكلفة.
3- لابد من التفكير في توفر قطع الغيار وبأسعار معقولة.
4- لابد من وضع إمكانية الترقية والتطوير بعين الاعتبار.
5- إذا كنت ترغب بجهاز عرض يحتاج إلى مصعد (رافعة آلية)
لابد من التخطيط المسبق لذلك.
الإنارة:
تعتبر الإنارة هي
الأمر الأكثر حساسية في القباب الفلكية بل التحدي الذي يجب أن يحل على أساس تحقيق
السلامة بدون إفساد العرض بأي مصدر ضوئي مؤذ للمشاهدين. ولهذا فتقسم الإنارة إلى
ثلاثة أقسام:
1- الإنارة العامة للقاعة: وهي إنارة القبة للجمهور قبل
وبعد العرض وأثناء المحاضرات والشرح والإجابة على الأسئلة. وهذا النوع يجب ألا
يكون مزعجا للجمهور بحيث لا يؤثر على أعين الجالسين لتهيئتهم لعرض في ظلام حالك.
ويمكن إنارة الشاشة العلوية وما حول المقاعد بطريقة لا يسقط الضوء من المصابيح إلى
العين مباشرة. ومثل هذه الإنارة تكون عادة من النوع متدرج التشغيل والإطفاء
بسلاسة. كما يجب توفر ميزة اختيار مستويات متفاوتة من قوة الإنارة مع ثباتها عند
الحاجة وتبرز هذه الأهمية عند بداية العرض ونهايته حيث لا يفضل استخدام الإنارة
القوية بشكل مفاجئ غير مبرر حرصا على راحة أعين المشاهدين.
2- إنارة التنظيف والصيانة العامة. وهذه تكون عادية قوية
وكافية لأداء الغرض.
3- إنارة اللوحات الإرشادية والتعليمية والسلامة وساعة
الوقت إن وجدت معلقة وما إلى ذلك. ويجب أن تكون باهتة جدا بحيث ترى ضعيفة ويفضل
إبراز الحروف فقط بالإنارة إذا كنا نتكلم عن نص مثل (مخرج طوارئ) وهكذا.وهنا يجب
أن تراعى إنارة المكتب المجاور والمطل على القبة الفلكية بحيث لا يؤدي فتح المكتب
إلى دخول إنارته على الجمهور فيفسد العرض عليهم. وفي هذا المجال يجب أن تراعى
ممرات الخدمات والتنقل للموظفين بحيث يتحقق اكبر قدر من إفساد العرض على الجمهور
إذا دعت الحاجة إلى تنقلهم أثناء العرض من القبة الفلكية إلى المكاتب والممرات.
العزل الصوتي:
يراعى في القبة الفلكية الأمور ذاتها تقريبا عند إنشاء
المسارح والأوبرا ولكن تكون هناك خصوصية
لشكل الشاشة الكروية والتي إذا أسيء التعامل معها ربما نتج عن ذلك أصوات وصدى غير
مرغوب بها.
لذلك عمدت شركات إنتاج القبة (الشاشة) العلوية بحيث تكون
مصنوعة من مادة معدنية رقيقة وخفيفة مثل الألمونيوم بحيث تنتشر فيها أعداد هائلة
من الثقوب الصغيرة التي تمنع حدوث الصدى.
التكييف:
لابد من تحريك الهواء في دورة داخلية في قاعة القبة
الفلكية كما هو الحال في أي قاعة للجمهور. ولابد من التبريد صيفا والتدفئة شتاء في
البلاد الباردة.
الألوان الداخلية:
يفضل عادة استخدام الألوان المعتمة مثل الأزرق القاتم
جدا عوضا عن الأسود ويجب الابتعاد عن الألوان ذات البريق واللمعان وكذلك عدم تأثيث
القاعة بأثاث وأجهزة ومعدات كروم أو تحتوي على أي سطوح عاكسة براقة حيث يؤدي ذلك
إلى انعكاس بعض الأضواء الناتجة عن العروض مما يشتت انتباه المشاهدين ويفسد العرض
أحيانا.
الموظفون:
القبة الفلكية الجيدة تحتاج إلى موظفين أكفاء لإدارتها
ولابد من أن تتوفر في الموظفين الشروط التالية:
1.
القدرة على
التعامل مع الجمهور بمختلف شرائحه العمرية.
2.
المعرفة
والإلمام الجيد بعلمي الفلك والفضاء بما يغطي أسئلة الجمهور صغارا وكبارا بل
إمكانية إلقاء المحاضرات في المدارس والكليات المجاورة التي ربما تقوم بدعوة
الكادر الفلكي لمثل هذه المهمة.
3.
المهارة
الكافية للتعامل مع الأجهزة وصيانتها صيانة أولية وإصلاح الأعطال البسيطة فيها
ولابد كذلك من توفر المهارة اللازمة للتعامل مع المراقب الفلكية البسيطة.
4.
القدرة على
إدارة القبة والتعامل مع الحجوزات وإعداد جداول العرض المناسبة للجمهور بما يناسب
أوقاتهم المفضلة للمشاهدة مع إعداد الدراسات المنبثقة عن إحصائيات الزيارات
والعروض والأعطال.
5.
إذا كانت القبة
الفلكية رائدة، يتوقع من كادرها إنتاج برامج فلكية خاصة بها وربما تعدت المسألة
ذلك بحيث يتم بيع بعض البرامج لقباب فلكية أخرى أو تبادلها.
6.
أخيرا والأهم،
أن تتوفر لدى الكادر عنصر الهواية الفلكية والحس الفني وربما الإخراجي أحيانا.
إضافات ممكنة:
مرقب فلكي صغير
عادة ما تقوم القباب الفلكية بإقامة أمسيات رصدية
للأجرام لمتابعة بعض الأحداث الفلكية الهامة
مثل الكسوف القمر والكسوف الشمسي ورصد الكواكب اللامعة ورصد احتجابات
الأجرام خلف القمر والأهلة واصطفاف الكواكب وما إلى ذلك من ظواهر يمكن أن تراقب في
وسط المدن الملوثة ضوئيا.
لذلك، غالبا ما تحتاج القبة الفلكية إلى أن تقتني مرقبا
بقطر لا يزيد عن 20 بوصة وذلك للقيام بأعمال رصدية بسيطة للجمهور. وحيث أن القباب
تتواجد عادة في المدن وليس في الصحراء بعيدا عن إنارة المدن، فلن يكون من المجدي
أن تحتفظ القبة الفلكية بجوارها في المدينة بمرصد فلكي مصمم للأغراض العلمية أو
حتى مرصد فلكي متوسط بحيث يزيد قطر مرآته أو عدسته عن 40 سم.
عروض الليزر.
هذا جهاز لا يتوفر عادة في القباب الفلكية إلا إذا رغب
المالك في زيادة فاعليتها وجذب الجمهور غليها وخصوصا الأطفال منهم.
وبذلك يكون من المفيد تسلية الجمهور بعروض ليزر شيقة
ترافقها الموسيقية الجميلة وربما قامت القبة الفلكية بإعداد عروضها الخاصة بذلك.
أجهزة العرض واسعة الزاوية.
يعرف هذا الجهاز بجهاز Wide Angle film system، وهو يتوفر عادة في القباب الفلكية الكبيرة التي
يزيد قطرها عن 18 مترا. ومثل هذه التقنية توفر عرض أفلام خاصة عريضة الشريط وتعرض
بزاوية كبيرة تخطي معظم المشهد الأمامي للمتفرجين. ويمكن عرض أفلام فلكية أو فضائية
أو بيئية أو أي فلم وثائقي يلح عرضه في قاعة القبة الفلكية ولجمهورها الخاص.
وفي هذا الخصوص يجب مراعاة أن مثل هذا النوع من الأجهزة
يحتاج على توفير مكان كبير لاستيعابه لكبر حجمه ولتعقيد نظام عمله حيث أن أجهزة
العرض الكبيرة تحتاج على نظام تبريد بالماء لضخامتها وقوة إضاءتها. كما يجب العلم
المسبق بأن مثل تلك الأفلام باهظة الثمن ولا يتوقع -على الأغلب- أن تغطي إيرادات
تذاكر الدخول تكاليف شرائها فضلا عن تكاليف تشغيلها وصيانتها. كما أن مثل تلك
الأنظمة تركب في القباب الفلكية المائلة وليست المستوية وهذه أهم نقطة يجب
مراعاتها عند التخطيط للقبة الفلكية.
البرامج، إنتاجها شراؤها والبرامج الحية.
أبسط الرامج الفلكية هي تلك الحية -الارتجالية التي يقوم
بها في العادة فلكي هاوي خبير بالنجوم والكوكبات وتشكيلات النجوم وأسمائها
والأساطير المنسوجة عليها. وهذه العروض هي شيقة فعلا وتعرف عادة بعرض السماء في
هذه الليلة. وتتيح مثل هذه العروض فرصة أن يتعرف المشاهد إلى أهم الأحداث الفلكية
المتوقعة في الليالي التالية القريبة كما تتيح فرصة التعرف على شكل الأجرام
والكوكبات بالنسبة لراصدين في مواقع مختلفة من العالم وهذا يعتبر من ألف باء
الفلك.
ولكن بدأت القباب الفلكية اليوم بإعداد برامج وأفلام
ترافقها الشرائح والصوت المسجل ومن ورائها تساندها موسيقى خفيفة جميلة ومؤثرات
ضوئية وصوتية شيقة وتتناول تلك البرامج كل ما يمكن أن نتخيله وتمكننا الأجهزة
المتوفرة من تنفيذه. ومن هنا فإن القبب البسيطة لا تتمكن من عرض برامج إبداعية
عالية المستوى من هذا النوع لعدم توفر الأجهزة المناسبة مثل البانوراما وعرض All Sky وأجهزة الـ X-Y projector وأجهزة عرض الفيديو والـ
ومن الأفضل دائما أن تنتج تلك البرامج أو بعضها محليا بل
في القبة الفلكية ذاتها ويمكن الاستعادة بشركات محلية لتنفيذ بعض أجزاء تلك
البرامج مثل الرسوم المتحركة أو الثابتة أو الأنيميشنز وهكذا. ولكن في حالات كثيرة
وخصوصا عند عدم توفر تلك الخبرات، ربما تكتفي القبة الفلكية بشراء بعض البرامج من
الخارج على أن تتم ترجمتها بصورة صحيحة وتقديمها بنفس الكفاءة التي تقدم بها
البرامج الأصل. وهذا أيضا بحاجة إلى خبرة ليست قليلة.
هذا وقد يضم العرض الواحد أكثر من فقرة: برنامج فلكي فني
مسجل مسبقا + عرض صفحة السماء الليلة بطرقة حية ارتجالية وربما يتبع ذلك فلم العرض
الواسع أو الليزر بحسب ما هو متوفر ويسمح به شريحة الجمهور الوقت.
************************************
أنواع القباب الفلكية الثابتة من حيث زاوية بناء الشاشة:
من القباب الفلكية ما تكون شاشة القبة فيها مستوية وهنا
يمكن للمقاعد أن تتخذ شكلا ينساب بتقوس مع انحناء القاعة بحيث يتجه الجميع نحو
المركز أو يكون هذا الاتجاه جزئي أو أن تصطف المقاعد بحيث تتجه جميعها إلى الأمام
حيث تعرض أهم الأحداث في المقدمة.
وهناك من القباب الفلكية التي تكون مائلة بمقدار 5-30
درجة وهي تخدم المشاهد ليتمكن من مشاهدة كل السماء بدون عناء أثناء النظر للخلف
لفترة طويل. كما ا، هذا النوع من القباب يوفر فرصة اصة لعرض الفيديو في المقدمة
وبرامج الليزر وأفلام الثلاثية الأبعاد والواسعة الزاوية كما يمكن استخدام القاعة
كأي قاعة مدرج للمؤتمرات وغيرها.
بعض الشركات التي بيع أجهزة وشاشات عرض القباب الفلكية:
هناك عدد غير كبير من الشركات التي تنتج معدات وشاشات
عرض الباب الفلكية في العالم. ومع ذلك فأهم هذه الشركات هي:
شركة تزايس ZEISS
الألمانية
http://www.zeiss.de/planetariums
شركة سبتز Spitz الأمريكية
جوتو
http://www.goto.co.jp/index-e.html
أر إس ايه كوزموس R.S.A CSOMOS الفرنسية
http://www.rsacosmos.com/index_us.htm
والحقيقة أن Zeiss تتميز بجودة أجهزة العرض لأنها تتفوق عادة في مجال
البصريات. وهي لا تقدم عادة شاشات العرض (القبة نفسها) بل تقوم بالاتفاق مع شركات
أخرى لتقديم وتركيب تلك الشاشات.
ولابد هنا من
الاعتراف بأن تزايس هي الشركة الرائدة الأولى في القباب الفلكية حيث قامت باختراع
أول قبة فلكية إلكتروميكانيكية في عام 1923 وكانت تحتوي على عدسات لعرض النجوم
واحتوت كذلك على محركات لمحاكاة الحركة
اليومية للكرة السماوية. واحتوت كذلك على أجهزة عرض بسيطة للشمس والقمر وبعض
الكواكب.
والحقيقة أن شركة
تزايس ما زالت رائدة في العرض البصري للأجرام السماوية في القباب الفلكية حيث
واكبت ا لتطور وقامت باختراع أول قبة فلكية تعرض بواسطة الألياف البصرية. وهذه
القبة تتميز بصغر النقطة الممثلة للنجوم ولمعانها الشديد حتى أنه يمكنها أن تعرض
في ظروف القاعة عادية الإنارة.
تقدم تزايس اليوم
العديد من الخيارات وهذه بعضها:
SKYMASTER Model ZKP 3/B
صغيرة الحجم ومناسبة
للقباب من 7-12 متر.
SKYMASTER ZKP 4
للقباب من 6-14 متر
وهي تعرض كل الكواكب.
STARMASTER Models
للقباب قياس المتوسط
والكبير
UNIVERSARIUM Models IX and IX TD
مصصمة للقباب العملاقة وهي عتبر آخر ما طورت
شركة تزايس حتى اليوم. يمكن تركيب هذا النوع في القباب المستوية أو المائلة. وتعد
هذه القبة التي تعتمد مبدأ عمل الألياف البصرية من القباب التي يمكن أن ترى نجةمها
حتى مع عرض السلايدات والفيديو. وهذه هي القبة الرائدة التي تحاكى فيها ظاهرة
تلألؤ النجوم. كما تمتاز هذه القبة بأنه يمكن فصل الربط الآلي ما بين عمل الجهاز
الرئيس، عارض النجوم فيها مع أجهزة عرض الكواكب. وهذا يتيح فرصة لعمل برامج توضح
فيها حركات الكواكب الحقيقية والظاهرية بغض النظر عما يتم تناوله في عرض الجهاز
الرئيس, عارض النجوم.
*************************************
أما Goto
فهي تتفوق في مجال التحكم ودقة الحركات وسلاستها.
وكما هو الحال لدى تزايس، تعمد جوتو على تطوير نوعين ريئسين من أجهزة عرض
النجوم: أجهزة العرض البصرية التقليدية، وأجهزة العرض الليزرية المتقدمة، وتعتبر
جوتو رائدة في أنظمة العرض السينيمائي 70 ملم ذات الزاوية الواسعة. وهذه بعض
منتجات جوتو لأجهزة عرض النجوم:
E-5 وهو جهاز عرض النجوم يصلح للمدارس والأندية الفلكية
الصغيرة ويعرض هذا المفلاك البسيط حوالي 750 نجما تصل حتى القدر الخامس ويعتبر هذا
جيد جدا في معيار التعليم المدرسي. ويصلح هذا المفلاك للعرض في قبة قطرها من 4- 5 متر.
وهو ليس غالي الثمن بطبيعة الحال.
GEII
وهذا المفلاك المتقدم بالنسبة للسابق، يعمل بطريقة سلسلة للغاية ولكنه ليس
محوسبا. ويصلح لقطر 6 امتار ويعرض حوالي 2800 نجم. وقد جربه كاتب البحث لبضعة سنين
وأجده مناسبا جدا لقبة فلكية في مدرسة رائدة أو جامعة أو مركز ثقافي أو كلية وربما
يصلح لمدينة ذات عدد سكان قليل. إلا أن لعواصم في رأيي تحتاج إلى قباب أكبر من
ذلك.
GS
وهو أكبر من سابقة حيث يصلح لقبة بقطر ما بين 7ز5 متر وحتى 8.5 متر. ويعرض
هذا المفلاك عدد 3500 نجم تصل في خفوتها حتى القدر 5.75.
يعمل هذا المفلاك أوتوماتيكيا بحيث يتمكن المشغل من تصميم 3 حالات تشغيل
تتضمن الغروب والشفق وظهور النجوم وما يرافق ذلك بطريقة آلية تصلح للعروض الحية.
CHRONOS
وتعرض هذه القبة حوالي 850 نجم تصل في خفوتها حتى القدر 6.5 وتصلح لقبة
قياس 7-12 مترا.
يتصل بهذا المفلاك 24 جهاز عرض للبانوراما التي يمكن التحكم بها جميعا من
خالا برامج محسوبة. كما ان نظام عرض الكواكب في هذا المفلاك منفصل تماما عن
المفلاك وحركاته المعروفة. بل تعمل بنظام حاسوبي خاص. وتمتاز هذه القبة بسرعة
حركات محاورها الأربعة الرئيسة وتتسع حتى 120 مقعدا.
SUPER
URANUS
تعتبر هذه القبة من القباب التي تبدا معها عمل تقنية الألياف البصرية
وتتميز أجهزة العرض هذه بعرض النجوم بلمعان عالي جدا بالمقارنة مع الأجهزة
التقليدية. وتعرض هذه القبة عددا هائلا من النجوم يصل إلى 130 ألف نجم تصل في درجة
خفوتها حتى القدر 9.
حركات محاور هذا المفلاك سريعة وتصل إلى 4 دورات في الدقيقة. يتجكم في هذا
المفلاك نظام كمبيوتر محسوب عالي الجودة وتصلح القبة لشاعة بقطر 12-20 مترا.
SUPER
HELIOS
عندما زرت اليابان في بداية عام 1999، كانت هذه القبة تحت التطوير. وكان
المهندسون يعرضون نجوما بدت لامعة للغاية برغم الإنارة الغير قليلة في القاعة المختبر
التجريبي الكبير. ولا أنسى عندما ذهلت حيث أخبروني بأنهم يعدون هذا المفلاك للعمل
في قبة تصل في قطرها حتى 50 مترا!
SH-SKY
هذا الجهاز
الكروي المتطور لم ينته العمل منه بعد ولكن يبدو أن جوتو سوف تعلن عنه قريبا.
*********************************************
أما Spitz
فهي تتميز بالقباب (الشاشات الكروية) ولديها أجهزة عرض بسيطة للقباب الفلكية حيث
أن الشركة لا تعمل في مجال أجهزة العرض ذاتها. بل هي تتميز بتقديم الحلول لإنشاء
المسارح والقباب الفلكية من حيث شاشات العرض وأنظمة الصوت والفيديو وأجهزة العرض
الجانبية المختلفة.كما أن سبتز تقدم حلولا لإدارة وتشغيل برمجيات القاب الفلكية
وما يرافقها.
المراجع:
جمعية القباب الفلكية العالمية IPS
جوتو اليابانية
سبيتز الإمريكية
تسايز الألمانية.
مجلة بلانيتاريومز
آر ٍ ايه كوزموس الفرنسية.
ومواقع عديدة من شبكة الإنترنيت.
http://www.zeiss.de/C12567B00038CD75/Contents-Frame/92CA596E4816D07041256A68004FE376
http://www.goto.co.jp/index-e.html
http://www.spitzinc.com/institute/index.html
http://www.planetarium-online.info/sonstiges/hersteller.html.com
http://www.ips-planetarium.org/events/tdp/1998/tdp-june28.html
http://www.rsacosmos.com/index_us.htm