عبور محطة الفضاء الدولية أمام قرص القمر
15 كانون ثاني / يناير 2011م من أبوظبي
بقلم محمد شوكت عودة
بعد إجراء الحسابات الفلكية تبين أن محطة الفضاء الدولية ستعبر أمام قرص القمر من منطقة تقع على الشارع الرئيسي الواصل مدينة أبوظبي مع الحدود السعودية (طريق أبوظبي الغويفات) على بعد 100 كم من العاصمة أبوظبي، وذلك يوم السبت 15 كانون ثاني / يناير 2011م في تمام الساعة 18:06:11 بتوقيت الإمارات (UT+4). وعليه أردت أن أصور هذا الرصد خاصة وأنني لم أصور مثل هذا العبور من قبل، فبدأت البحث عن رفيق يشاركني هذا الرصد، فتحمس صديقي سامح العشي لرصد هذا العبور، فانطلقنا يوم السبت في تمام الساعة 14:50 باتجاه مقر جمعية الإمارات للفلك حيث توجد أجهزتنا، وقد تعاون السكرتير السيد محمود علوان لفتح المقر في ذلك اليوم، حيث أنه يوم عطلة، وبالفعل ذهبنا إلى المقر وأخذنا الاجهزة، وانطلقنا بحدود الساعة 15:15 باتجاه منطقة الرصد. ووصلنا المنطقة بحدود الساعة 16:30، وبدأنا نصب الأجهزة في المكان الذي حددناه باستخدام الـ GPS وأثناء نصب الجهاز مرت دورية شرطة، وكان من الطبيعي جدا أن يتوقفوا ليسألوني عن سبب تواجدنا في ذلك المكان وعن هويتنا، وقد كانوا لطفاء وتفهموا الموضوع وتمنوا لنا التوفيق وسألونا إن كنا بحاجة إلى مساعدة. فشكرناهم ومضوا في طريقهم وأكملنا عملية نصب الأجهزة. وبحدود الساعة 17:10 كنا قد نصبنا الأجهزة ووجهنا التلسكوب نحو القمر، وقمنا بتوصيل الكاميرا على جهاز الحاسوب المحمول، وقد بدت جميع الأمور على أتم حال والحمد لله.
بقينا نتناول أطراف الحديث إلى أن اقترب موعد عبور المحطة الذي كان متوقعا بعد غروب الشمس بعدة دقائق، وبالفعل ظهرت المركبة ورأيناها بالعين المجردة قبل العبور بحوالي دقيقة، وكانت مرئية بالعين المجردة بسهولة على الرغم من إضاءة السماء القوية في ذلك الوقت، حيث كان لمعان المحطة سالب 4.5 تقريبا. وفي تلك اللحظة بدأنا بتسجيل الصورة عن طريق الحاسوب باستخدام كاميرا الفيديو الفلكية. وقمنا بمراقبة الحدث بالعين المجردة، ورأينا المحطة تعبر أمام قرص القمر في نفس الوقت المحسوب مسبقا (18:06:11) واستمر العبور لمدة نصف ثانية كما كان متوقعا. وفور انتهاء العبور أطفأنا التسجيل، وقمنا بمشاهدة الفيديو المسجل، وبالفعل شاهدنا المحطة تعبر أمام قرص القمر كما صورتها الكاميرا.
تعتبر محطة الفضاء الدولية من أهم الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض على ارتفاع 350 كم فوق سطح الأرض، وتبلغ أبعاد المحطة 51 مترا طول و109 أمتار عرض و20 متر ارتفاع، فهي بالتالي أكبر قمر صناعي يدور حول الأرض، وقد أطلقت عام 1998م، وهي تدور حول الأرض مرة واحدة كل 92 دقيقة. وهذه المحطة عبارة عن مشروع علمي مشترك بين خمس وكالات فضائية، هي الأمريكية والأوروبية والروسية واليابانية والكندية. وتبلغ تكلفتها 100 مليار يورو. وتمتاز المحطة أنها من الأقمار الصناعية القليلة التي يوجد بداخلها رواد فضاء، حيث زارها ومكث فيها حتى الآن رواد فضاء من 15 جنسية.
يوضح الفيديو الأول، عبور المحطة بالزمن الحقيقي، ويبين الفيديو الثاني العبور بالعرض البطيء، ويلاحظ ظهور الخلايا الشمسية للمحطة. ونضع تاليا الصور لمختلف مراحل عبور المحطة أمام قرص القمر. ونحن نحرص على رصد مثل هذه الأحداث الفلكية المميزة، لما في ذلك دليل مشاهد على الدقة المتناهية للحسابات الفلكية، كما وأن هذا النوع من الرصد يكسب الراصد خبرة جيدة في التصوير الفلكي، إذ أنه يحتاج إلى دقة عالية، ولا مجال للخطأ فيه، إضافة إلى جمال الحدث من الناحية الفلكية.
مواصفات الأجهزة التي استخدمت في التصوير:-
- التلسكوب: تلسكوب كاسر من نوع Explore Scientific قطر التلسكوب 4 إنش وبعد بؤري 714 ملم
- الكاميرا: CCD فيديو كاميرا نوع Lumenera LM165m.
- الفيديو والصور من تصوير محمد عودة.
يرجى الضغط على الصورة لمشاهدة الصورة بحجم أكبر