شائعات و أخطاء فلكية
"ليس كل شائع صحيح، و ليس كل صحيح شائع" مقولة يجب أن نتذكّرها في عصرنا هذا الذي تتدفق فيه المعلومات و الأخبار و خاصة عبر الإنترنت فالكلّ يروّج بضاعته، إذ ما أسهل انتشار الأخبار بكبسة زر، و ما أيسر انتشار الشائعات و المغالطات. لذا، فإن علينا أن نستقصي الحقيقة فنميّز بين الصحيح و الخطأ، و ندرك الفرق بين الصادق و الكاذب. و هنا في هذا الموقع نعرض أكثر الشائعات و المغالطات الفلكية أو العلمية انتشاراً ، لنفنّدها بأسلوب علميّ موثّق تحرياً للحقيقة لنضيء شمعة تساهم في تبديد ظلام الجهل الدامس .
وتنقسم الصفحة إلى قسمين؛ القسم الأول للرد على الإشاعات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل الواتس آب أو تويتر أو الفيسبوك، وفي هذا القسم نكتفي بنقل الإشاعة والرد السريع عليها لأن معظمها لا يحتاج إلى رد مفصل. أما القسم الثاني فهو عبارة عن مقالات مفصلة للرد على إحدى الإشاعات بشكل علمي مفصل.
في هذه الصفحة:-
الرد على إشاعات وسائل التواصل الإجتماعي مثل الواتس آب أو تويتر أو الفيسبوك.
مقالات مفصلة للرد على إشاعات عامة.
وإضافة إلى ذلك فقد كتب الشيخ عبد الملك علي الكليب في عام 1975م رسالة إلى وزاره الأوقاف الكويتية، يعترض فيها على موعد صلاة الفجر الموجود في التقويم الكويتي، وهو ما يوافق تقاويم الدول الإسلامية الأخرى، وأن الزاوية الصحيحة لصلاة الفجر هي 16.5 وليس 18، وهذا هو نفس اعتراض البعض في وقتنا الحاضر، بل إن البعض في وقتنا الحاضر بالغ ونادى بالزاوية 15 بدلا من 18، فقامت وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك بتحويل الرسالة إلى الأستاذ العلامة السيد عبد الله كنون، رئيس رابطة علماء المغرب، وذلك لإحالته للمختصين للرد على الرسالة، فقام هو بدورة بتحويلة إلى أحد أشهر علماء الفلك والتوقيت في المغرب وهو العالم الشهير السيد الحاج محمد بن عبد الوهاب ابن عبد الرازق الأندلسي أصلا الفاسي المراكشي، وهو صاحب كتاب "العذب الزلال في مباحث الهلال"، وهو يعتبر من أشهر كتب الفلك الشرعي حول الهلال ورؤيته، فقام المراكشي بالرد على الرسالة في كتيب بلغ عدد صفحاته 42 صفحة، وقد بين بالتفصيل وبالأدلة والحجة وسرد أقوال العديد من كبار الفلكيين والموقتين، وأكد أن الفجر الصادق يطلع على الزاوية 18 بل إن قسما كبيرا منهم يرى أنه يطلع على الزاوية 19! ويمكن قراءة هذا الكتيب من الرابط التالي: http://www.icoproject.org/pdf/fajer.pdf
وتجدر الإشارة إلى أن الفلكيين العاملين في شؤون مواقيت الصلاة يعرفون الفجر الكاذب جيدا، وأن تأكيدهم بأن الفجر يطلع ما بين الزاوية 18 و 19 إنما هو للفجر الصادق، فالفجر الكاذب ظاهرة فلكية معروفة عند المسلمين وعند غيرهم وهو يظهر قبل الزاوية 19 بكثير وقد علم ذلك بالرصد المستفيض سواء من قبل المسلمين أو غير المسلمين المهتمين بالظواهر الفلكية بشكل عام. وبالتالي إن توهم البعض أن قول الفلكيين الموقتين بأن الفجر يطلع على الزاوية 19 أو 18 لالتباس الفجر الكاذب عليهم هو قول لا يصح.
وبالنظر إلى ما هو معمول به في جميع (ونركز على كلمة جميع) الدول الإسلامية في وقتنا الحاضر، نجد أن جميع تقاويم الدول الإسلامية تجعل صلاة الفجر على زاوية ما بين 19.5 و 18، ولا توجد ولا دولة إسلامية واحدة تعتمد للفجر زاوية أقل من 18، بل حتى جمعية "إسنا" في الولايات المتحدة التي شاع أنها تعتمد الزاوية 15، فقد تمت مخاطبتهم رسميا وتم الاجتماع مع المدير التنفيذي للجمعية الدكتور ذو الفقار شاه، والذي أكد أن المعتمد في "إسنا" لصلاة الفجر هو الزاوية 18، إلى أن تم تعديلها مؤخرا عام 2011م لتصبح 17.5. فمصر تعتمد الزاوية 19.5، والمغرب تعتمد الزاوية 19، والسعودية تعتمد الزاوية 18.5، في حين تعتمد الزاوية 18 كلا من: الأردن وفلسطين والكويت وسلطنة عمان والبحرين وقطر والعراق واليمن والسودان وتونس والجزائر وتركيا وغيرها من الدول الإسلامية.
يرجى الضغط هنا للاطلاع على بعض الأرصاد الحديثة التي تؤيد البيان، والتي تبين أن الفجر الصادق ظهر للراصدين على زوايا تتراوح بين 17.5 و 19. ويرجى الضغط هنا لقراءة مقتطفات من كتاب "التقويم الأردني" الذي ألف عام 1982 والذي يبين الجهود التي بذلتها وزارة الأوقاف في تلك الفترة للوصول إلى التقويم الأردني الرسمي، والذي يبين أيضا الجهود الكبيرة التي بذلتها اللجنة المكلفة آنذاك لمعرفة الزاوية الصحيحة لطلوع الفجر الصادق، والتي وجدتها اللجنة أنها توافق الزاوية 18.
الموقعون على البيان:
نشرت العديد من المواقع العالمية المهتمة بشؤون الفلك والعلوم المختلفة بالإضافة إلى مواقع إخبارية كبرى مثل الـ”ديلي ميل” و”هافينتجون بوست”، بداية من يوم الأربعاء الماضي الموافق 9 يوليو وحتى اليوم، خبراً في غاية الخطورة ينقلون من خلاله تحذير خطير من وكالة الفضاء الأوروبية لسكان كوكب الأرض من إقتراب إنقلاب الحقل المغناطيسي الأرضي وهو ما يؤدي بالتالي إلى شروق الشمس من الغرب بدلاً من الشرق بالإضافة إلى إختفاء التكنولوجيا كما نعرفها اليوم.
حيث أكد الموقع العلمي ليف ساينس “Live Science” بأن المجال المغناطيسي للأرض لم يعد قوياً مثلما كان في السابق بعدما تزايدت نسبة ضعفه 10 مرات عما كان من قبل خلال السنوات الماضية، وذلك خلال الـ6 شهور الماضية فقط.
من المعروف أن المجال المغناطيسي للأرض يُشكل غلافاً دائرياً لحماية الكرة الأرضية من العواصف الشمسية والأشعة الكونية الضارة، وتوقفه عن دوره في حماية الأرض مما سبق سوف يؤدي إلى إنقلاب في الحقل المغناطيسي الأرضي، وهو ما يعتبر كارثة بكل المقاييس.
كما أكدت الوكالة الأوروبية أنها تراقب وتتابع عن كثب هذه التغيرات منذ شهر نوفمبر من العام 2013 الماضي.
وتقول “كيلي ديكرسون”، الكاتبة والصحفية بمجلة ليف ساينس “Live Science”،من المعروف أن الأقطاب المغناطيسية للأرض تتغير مرة كل مئات الآلاف من السنين حيث أن هذه التغيرات جزء من دورة محددة، ولكن الملفت للنظر في هذا التقرير هو المعدل السريع لضعف المجال المغناطيسي الأرضي لأن المعدل الطبيعي هو أن ينخفض بنسبة 5% كل 100 عام، ولكن البيانات الجديدة تؤكد إنخفاضه الآن بمعدل 5% كل 10 سنوات فقط، وهو ما ينذر بكارثة في القريب العاجل.
في السابق، توقع العلماء أن يحدث هذا التغيير بعد مرور 2000 عام تقريباً من الآن، ولكن بهذه المعدلات الجديدة فإنه على ما يبدو قد يحدث في مدة أقل بكثير من توقعاتهم.
ماذا يعني هذا للبشر؟
يعني أن البوصلة سوف تتوجه إلى الجنوب بدلاً من الشمال للمرة الأولى منذ ما يزيد عن مائة ألف عام، وبالتأكيد سوف يؤثر ذلك على شبكتي النقل والمواصلات والإتصالات، وبالتالي فوضى كبيرة لا حصر لها بعد إنقراض متوقع للتكنولوجيا لفترة لا يعلم مداها أحد سوى الله.
ووفقاً لموقع “ليف ساينس”، فإنه قد تم العثور على أكبر نقاط الضعف في المجال المغناطيسي على مدى نصف الكرة الأرضية الغربي، ولكن زادت قوتها فوق المحيط الهندي منذ يناير 2014. وطبقاً للقياسات الأخيرة المنشورة عن طريق وكالة الفضاء الأوروبية، فإنها تشير إلى بدء تحرك المجال المغناطيسي نحو سيبريا.
ومن المتوقع أن يواصل العلماء والباحثين، على مدى الأشهر القليلة القادمة، تحليل جميع البيانات المتوفرة عن القشرة الارضية والمحيطات والغلاف الأيوني المغنطيسي في السماء لمعرفة السبب الحقيقي وراء حدوث هذا التغيير المغناطيسي المفاجئ.
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور عبد الباسط محمد السيد الذي صرح بهذا الخبر هو نفسه من صرح بإشاعة أخرى تتعلق بإخفاء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا علمها باكتشاف ليلة القدر والتالي ذكرها. ومن خلال تتبع ما يصدر من الدكتور تبين أن الكثير مما يصرح به يحتوي على معلومات مغلوطة بإجماع أهل الاختصاص أو أنه يسرد معلومات بلا سند أو دليل أو مرجع!
وفيما يلي مخطط يبين عدد الشهب التي تسقط على الأرض خلال سنة كاملة، وهي حصيلة رصد استمر من العام 2001 وحتى العام 2013 من خلال كاميرا فلكية متخصصة تغطي جميع السماء تابعة لمرصد كلاودبيت في ولاية كولورادو في الولايات المتحدة، ومن الطريف ملاحظته أن عدد الشهب في شهر رمضان خلال هذه السنوات هو الأكثر على مدار العام! وبالطبع إن عدد الشهب الذي يسقط على الأرض أكثر بكثير جدا مما رصدته هذه الكاميرا، فهي سجلت ما تمت رؤيته من منطقة الكاميرا فقط وضمن حساسية الكاميرا.
نبدأ أولا بأنه لا يوجد شيء اسمه غلاف وان ألان، إنما المسمى الصحيح هو حزام فان ألين Van Allen Belt، وهما حزامان يحيطان بالأرض بأكملها تقريبا، فبطبيعة الحال أي مركبة ستخرج بعيدا عن الأرض لا بد أن تمر بهما أو بأحدهما على الأقل، والحزام الداخلي يتكون من بروتونات ذات طاقة عالية وبعض الإلكترونات، والخارجي يتكون من إلكترونات ذات طاقة عالية. وصحيح أن هذه الأحزمة إضافة إلى المجال المغناطيسي الأرضي تحمي الأرض من الأشعة الكونية وغيرها من الجسيمات الخطيرة، إلا أن المرور بهذه الأحزمة خطير جدا عكس ما يورده الخبر، وعند مرور الأقمار الصناعية أو المركبات الفضائية التي تحوي أناسا في هذه الأحزمة فإنها تستخدم سواتر سميكة من الألمنيوم لحماية الأجهزة والناس من خطر الجسيمات الموجودة داخل هذه الأحزمة!
أما قصة الأشعة غير المرئية التي يطلقها الحجر الأسود والبالغ عددها 20، فهذه خرافة أيضا! فالأشعة غير المرئية عددها خمسة أصلا وهي الأشعة الراديوية (البعض يقسمها إلى أشعة راديوية وأشعة الميكروويف) والأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية (أشعة إكس) وأشعة جاما. ويمكن مجازا اعتبار الأشعة الكونية نوعا آخر على الرغم من أنها ليست أشعة على وجه الحقيقة بل هي جسيمات. فإذا علمنا أن التعرض المستمر لأشعة إكس أو أشعة جاما أو الأشعة الكونية قاتل، وإذا علمنا أن التعرض المستمر للأشعة فوق البنفسجية يسبب سرطان الجلد، فلم يتبق إلا الأشعة الراديوية والأشعة تحت الحمراء، فماذا عن الـ 18 شعاعا الآخرى التي لم يكتشفها العلم بعد! ما هي هذه الأشعة! وكيف سيخترق شعاع 10 آلاف رجل! أين البحث العلمي الذي تم إثبات هذه الحقيقة فيه؟ وأين نشر؟ ومن هو الباحث؟ نريد اسمه حتى نقرأ أكثر عن هذه المعلومات، ولنقرأ تفاصيل التجربة وكيف تمت؟ وكيف تم معرفة كل هذه المعلومات! أم أن الموضوع هو مجرد سرد كلام بلا دليل أو حجة!؟ بالطبع هذا خبر مغلوط يفتقد إلى أبسط القواعد العلمية! فلا يمكن لأي شخص سرد أية معلومة علمية دون ذكر مصدرها أو المرجع المأخوذة منه. ولكن يتعمد أصحاب هذه الإشاعات استسخاف عقول المسلمين! وجعلهم معتمدين على تصديق الخرافات!
بالنسبة لهذه الإشاعة، فيدعي أصحابها أن قيمة الانحراف المغناطيسي في مكة المكرمة تساوي صفرا، وفي الواقع نستغرب تبني بعض من يتحدث في قضايا الإعجاز العلمي مثل هذه الإشاعة! فهذه حقيقة بسيطة جدا وغير غامضة! ولا تتطلب معرفة الحقيقة أكثر من بحث سريع جدا على شبكة الإنترنت أو سؤال أي مختص حقيقي في الجغرافيا عن هذه القضية! فأولا الانحراف المغناطيسي في مكة المكرمة لا يساوي صفرا! وثانيا حتى لو أنه يساوي صفرا فإنه سيتغير لأن قيم الانحراف المغناطيسي تتغير مع الزمن، وثالثا لو فرضنا جدلا أنها تساوي صفرا وأنها ثابته، ففي الواقع هناك عدد ما لا نهائي من الأماكن الأخرى على الكرة الأرضية قيمة الانحراف فيها تساوي صفرا! على أية حال، لقد كانت قيمة الانحراف المغناطيسي في مكة المكرمة تساوي صفرا عام 1920م ولكنها كانت عام 1680م تساوي 14 درجة! وهي الأن أكثر من 3 درجات بقليل وهي تزداد كل سنة في وقتنا الحاضر! وفيما يلي رسم يبين قيمة الانحراف المغناطيسي في مكة المكرمة خلال الـ 400 سنة الماضية.