تشهد سماء العالم العربي مساء يوم الثلاثاء 17 تشرين ثاني (نوفمبر) زخات من الشهب تعرف باسم زخة شهب الأسديات، و شهب الأسديات هي من أشهر زخات الشهب ومن أكثرها شعبية بين هواة الفلك، وتبدأ شهب الأسديات كل عام بالظهور في الفترة ما بين 10-21 تشرين ثاني (نوفمبر)، إلا أن هناك فترة زمنية قصيرة نسبيا قرب يوم 17 تشرين ثاني (نوفمبر) يزداد خلالها عدد الشهب بشكل كبير وهذه الفترة تسمى بالذروة، و قد يكون للزخة الواحدة أكثر من ذروة واحدة!
وعلى الرغم من أن نشاط زخة شهب الأسديات شهد انخفاضا في عدد الشهب خلال السنوات الأخيرة، إلا أن هناك أكثر من توقع بأن تشهد هذه السنة ازديادا ملحوظا في عدد الشهب، ويعزى ذلك إلى أن راصدي الشهب تمكنوا في العام الماضي من رؤية 100 شهاب في الساعة على الرغم من وجود إضاءة القمر القوية، مما دفع المختصين لإعادة الحسابات الفلكية المتعلقة بأماكن تواجد الحبيبات الغبارية لهذا العام، وتوصلوا إلى أن هذا العام قد يشهد نشاطا ملحوظا في عدد الشهب.
وليس كغيره من الحسابات الفلكية، فإن تحديد موعد ذروة الشهب وتحديد العدد المتوقع ليس دقيقا وقد يختلف اختلافا كبيرا عن التوقعات، وفيما يلي أهم التوقعات لهذا العام:-
· التوقع الأول: ظهور ما بين 170-180 شهاب في الساعة، وستحدث الذروة يوم الثلاثاء 17 تشرين ثاني (نوفمبر) في الساعة 21:35 بالتوقيت العالمي.
· التوقع الثاني: ظهور حوالي 200 شهاب في الساعة، وستحدث الذروة يوم الثلاثاء 17 تشرين ثاني (نوفمبر) في الساعة 21:43 بالتوقيت العالمي.
· التوقع الثالث: ظهور حوالي 300 شهاب في الساعة، وستحدث الذروة يوم الثلاثاء 17 تشرين ثاني (نوفمبر) في الساعة 21:44 بالتوقيت العالمي.
إن أهم شرطين لرؤية أكبر عدد من الشهب هو أن تحدث الذروة ليلا لأنها إذا حدثت نهارا فلن نرى الشهب، والشرط الثاني أن تحدث الذروة عندما تكون نقطة الإشعاع مشرقة فوق الأفق، ونقطة الإشعاع هي نقطة وهمية في السماء تبدو جميع شهب الزخة منطلقة منها.
فأما بالنسبة للشرط الأول فإن الزخة ستحدث مساء في جميع الدول العربية، وبالنسبة للشرط الثاني فإن نقطة الإشعاع ستشرق في الساعة 11 مساء تقريبا، أي أن ترقبنا للشهب يجب أن يبدء الساعة 11 مساء وحتى طلوع الفجر، وبالتالي فإن موقعنا في العالم العربي خاصة في المناطق الشرقية والوسطى مناسب لرؤية هذه الزخة من الشهب.
ولرصد شهب الأسديات يفضل بدء الرصد بعد منتصف ليلة 17-18 تشرين ثاني (نوفمبر)، والنظر باتجاه جهة الشرق وما حولها، وشهب الأسديات يمكن أن تظهر في أي موقع في السماء، إلا أن امتدادها سيبدو وكأنه منطلق من نقطة الإشعاع التي تقع في برج الأسد الذي يقع في جهة الشرق في ذلك الوقت. و يجب التأكيد على أن رصد الشهب يجب أن يتم من المناطق المظلمة بعيدا عن إضاءة المدن، إذ أن إضاءة المدن ستخفي معظم الشهب! فإذا كنت تحاول رؤية شهب الأسديات من داخل المدينة فتوقع رؤية حوالي 10 شهب فقط في الساعة وقت الذروة!
ولا تشكل الشهب حتى وإن كانت على شكل عاصفة أي خطر على سطح الأرض إطلاقا، فجميع الشهب تحترق في الغلاف الجوي وتتلاشى قبل وصولها إلى سطح الأرض، إلا أن هناك خطرا ضئيلا قد تشكله الحبيبات الترابية على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، و التي يبلغ عددها حوالي 500 قمر صناعي عامل، حيث تبلغ سرعة شهب الأسديات لدى دخولها الغلاف الجوي 70.8 كم في الثانية الواحدة (200 ضعف سرعة الصوت) واصطدام جسيم بهذه السرعة قطره أقل من قطر شعرة الإنسان بإمكانه تكوين شرارة كهربائية كفيلة بأن تعطل أجهزة القمر الصناعي الحساسة و بالتالي إيقافه عن العمل، فعلى سبيل المثال تعطل قمر الاتصالات أولومبوس أثناء زخة شهب البرشاويات عام 1993 بسبب اصطدامه مع إحدى الحبيبات الترابية.
و الشهب بشكل عام عبارة عن حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي، فتنصهر و تتبخر نتيجة لاحتكاكها معه و تؤين جزء منه، و نتيجة لذلك نراها على شكل خط مضيء يتحرك بسرعة في السماء لمدة ثوان أو جزء من الثانية. و من النادر أن يزيد قطر الشهاب عن قطر حبة التراب، حيث يتراوح قطر الشهاب ما بين 1 ملم - 1 سم فقط. و تبلغ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي ما بين 11 - 72 كم في الثانية الواحدة. و يبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع 100 كم تقريبا عن سطح الأرض، و يبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض بحوالي 100 مليون يوميا، معظمها لا يرى بالعين المجردة.
غالبا ما يميل لون الشهاب إلى الأصفر. و يعتبر لون الشهاب مؤشرا لمكوناته: فذرات الصوديوم تعطي للشهاب اللون البرتقالي - الأصفر، و الحديد يعطي اللون الأصفر، و المغنيسيوم يعطي اللون الأزرق المخضر، و الكالسيوم يضفي اللون البنفسجي بعض الشيء، و السيليكون يعطي اللون الأحمر. و بشكل عام، فإن الشهب لا تصدر أصواتا، إلا أنه قد يسمع للشهاب اللامع (الكرة النارية) صوتا أحيانا يشبه الهسيس، و يعتقد أن هذا الصوت ناتج عن أمواج راديوية ذات ترددات منخفضة، و في أحيان نادرة قد يصدر الشهاب صوتا يشبه صوت الطائرة لدى اختراقها حاجز الصوت، إلا أن صوت الشهاب يبدو كصوت قعقعة بعيدة، و قد يصل صوته بعد دقيقة أو أكثر من ظهوره. و قد يترك الشهاب خلفه ذيلا دخانيا، غالبا ما يميل لونه إلى الأخضر بسبب ذرات الأكسجين، و عادة ما يدوم الذيل الدخاني من 1 - 10 ثواني، و قد يدوم من 1 - 30 دقيقة أحيانا (غالبا 4 - 6 دقائق).
و بشكل عام يعزى أصل الشهب إلى المذنبات، و المذنبات عبارة عن أجرام سماوية صغيرة نسبيا عند مقارنتها بالكواكب، معظمها ذات أقطار ما بين 5 – 25 كم. و هي تدور حول الشمس بمدارات شديدة التفلطح أو الاهليليجية ، و تتكون بشكل رئيس من الجليد و الأتربة، و تتراوح مدة دورانها حول الشمس من بضعة سنوات إلى آلاف السنين. أما الشهب فهي حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي و تتلاشى تماما قبل وصولها إلى سطح الأرض. و من المصطلحات المستخدمة في رصد الشهب هو "الكرة النارية"، و هذا المصطلح يطلق على الشهب اللامعة التي يفوق لمعانها لمعان كوكب المشتري المتألق. و قد تنقسم الكرة النارية في السماء إلى عدة أجزاء، و بشكل عام فإن عدد الكرات النارية بعد غروب الشمس يكون أكثر منه في أي وقت آخر، في حين أن عددها يكون أقل ما يمكن قبل الشروق. أما النيزك فهو كتلة صخرية أو حديدية أو خليط من كليهما يصل إلى سطح الأرض سالما، و يبلغ قطره من ملمترات إلى عدة أمتار.
و تنقسم الشهب إلى مجموعتين رئيسيتين: أولا: الشهب الفرادى، و هي الشهب التي يمكن رؤيتها في أي وقت و اتجاه، و غالبا ما تكون بسبب حبيبات ترابية سابحة في الفضاء، و لا يمكن التنبؤ بموعد أو مكان ظهورها. و في ليلة صافية يمكن رؤية حوالي 5 - 10 شهب في الساعة من هذا النوع. ثانيا: زخات الشهب، فعند اقتراب المذنبات من الشمس، فإن الجليد فيها المخلوط بالأتربة يذوب بفعل حرارة الشمس، و يتسامى على شكل نافورة في الفضاء، جارفا معه العديد من الحبيبات الترابية التي تبقى سابحة في مداره، فإذا ما عبرت الأرض مدار المذنب، فإن جزء من هذه الأتربة يسقط باتجاه الأرض مكونا العديد من الشهب. إن هذا النوع من الشهب يتميز بحدوثه كل عام في نفس الموعد تقريبا، لأن الأرض تعود إلى نقطة تقاطع مدارها مع مدار المذنب مرة كل سنة. و يتميز هذه النوع أيضا بأن شهب الزخة الواحدة تبدو جميعها منطلقة من نقطة وهمية واحدة تسمى "نقطة الإشعاع"، و تسمى زخة الشهب باسم المجموعة النجمية التي تحتوي نقطة الإشعاع، فالأسديات سميت كذلك لوجود نقطة الإشعاع ما بين نجوم مجموعة الأسد. و لكل زخة شهب نقطة إشعاع خاصة بها. و المجموعة النجمية عبارة عن عدد من النجوم تخيلها القدماء على شكل أداة أو حيوان. و بشكل عام إذا بلغ عدد الشهب في الساعة الواحدة إلى 1000 شهاب أو أكثر، سميت وقتها بالعاصفة الشهابية.
و هذا يفسر سبب امتداد الفترة التي تظهر خلالها شهب الأسديات ما بين 10-21 تشرين ثاني (نوفمبر)، إذ أن الأرض تدخل يوم 10 الحزام الغباري للمذنب المسبب لزخة شهب الأسديات و الذي يسمى المذنب "تمبل تتل" و تبقى الأرض داخل هذا الحزام إلى ان تخرج منه يوم 21، و أثناء عبورها للحزام الغبارى فإنها تصادف بعض الأماكن التي تتكاثف و يزداد فيها عدد الحبيبات الغبارية، فعند مرور الأرض في هذا المكان تحدث ذروة الزخة الشهابية.
المهندس محمد شوكت عودة
عضو منظمة الشهب الدولية
رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة
وعلى الرغم من أن نشاط زخة شهب الأسديات شهد انخفاضا في عدد الشهب خلال السنوات الأخيرة، إلا أن هناك أكثر من توقع بأن تشهد هذه السنة ازديادا ملحوظا في عدد الشهب، ويعزى ذلك إلى أن راصدي الشهب تمكنوا في العام الماضي من رؤية 100 شهاب في الساعة على الرغم من وجود إضاءة القمر القوية، مما دفع المختصين لإعادة الحسابات الفلكية المتعلقة بأماكن تواجد الحبيبات الغبارية لهذا العام، وتوصلوا إلى أن هذا العام قد يشهد نشاطا ملحوظا في عدد الشهب.
وليس كغيره من الحسابات الفلكية، فإن تحديد موعد ذروة الشهب وتحديد العدد المتوقع ليس دقيقا وقد يختلف اختلافا كبيرا عن التوقعات، وفيما يلي أهم التوقعات لهذا العام:-
· التوقع الأول: ظهور ما بين 170-180 شهاب في الساعة، وستحدث الذروة يوم الثلاثاء 17 تشرين ثاني (نوفمبر) في الساعة 21:35 بالتوقيت العالمي.
· التوقع الثاني: ظهور حوالي 200 شهاب في الساعة، وستحدث الذروة يوم الثلاثاء 17 تشرين ثاني (نوفمبر) في الساعة 21:43 بالتوقيت العالمي.
· التوقع الثالث: ظهور حوالي 300 شهاب في الساعة، وستحدث الذروة يوم الثلاثاء 17 تشرين ثاني (نوفمبر) في الساعة 21:44 بالتوقيت العالمي.
إن أهم شرطين لرؤية أكبر عدد من الشهب هو أن تحدث الذروة ليلا لأنها إذا حدثت نهارا فلن نرى الشهب، والشرط الثاني أن تحدث الذروة عندما تكون نقطة الإشعاع مشرقة فوق الأفق، ونقطة الإشعاع هي نقطة وهمية في السماء تبدو جميع شهب الزخة منطلقة منها.
فأما بالنسبة للشرط الأول فإن الزخة ستحدث مساء في جميع الدول العربية، وبالنسبة للشرط الثاني فإن نقطة الإشعاع ستشرق في الساعة 11 مساء تقريبا، أي أن ترقبنا للشهب يجب أن يبدء الساعة 11 مساء وحتى طلوع الفجر، وبالتالي فإن موقعنا في العالم العربي خاصة في المناطق الشرقية والوسطى مناسب لرؤية هذه الزخة من الشهب.
ولرصد شهب الأسديات يفضل بدء الرصد بعد منتصف ليلة 17-18 تشرين ثاني (نوفمبر)، والنظر باتجاه جهة الشرق وما حولها، وشهب الأسديات يمكن أن تظهر في أي موقع في السماء، إلا أن امتدادها سيبدو وكأنه منطلق من نقطة الإشعاع التي تقع في برج الأسد الذي يقع في جهة الشرق في ذلك الوقت. و يجب التأكيد على أن رصد الشهب يجب أن يتم من المناطق المظلمة بعيدا عن إضاءة المدن، إذ أن إضاءة المدن ستخفي معظم الشهب! فإذا كنت تحاول رؤية شهب الأسديات من داخل المدينة فتوقع رؤية حوالي 10 شهب فقط في الساعة وقت الذروة!
ولا تشكل الشهب حتى وإن كانت على شكل عاصفة أي خطر على سطح الأرض إطلاقا، فجميع الشهب تحترق في الغلاف الجوي وتتلاشى قبل وصولها إلى سطح الأرض، إلا أن هناك خطرا ضئيلا قد تشكله الحبيبات الترابية على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، و التي يبلغ عددها حوالي 500 قمر صناعي عامل، حيث تبلغ سرعة شهب الأسديات لدى دخولها الغلاف الجوي 70.8 كم في الثانية الواحدة (200 ضعف سرعة الصوت) واصطدام جسيم بهذه السرعة قطره أقل من قطر شعرة الإنسان بإمكانه تكوين شرارة كهربائية كفيلة بأن تعطل أجهزة القمر الصناعي الحساسة و بالتالي إيقافه عن العمل، فعلى سبيل المثال تعطل قمر الاتصالات أولومبوس أثناء زخة شهب البرشاويات عام 1993 بسبب اصطدامه مع إحدى الحبيبات الترابية.
و الشهب بشكل عام عبارة عن حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي، فتنصهر و تتبخر نتيجة لاحتكاكها معه و تؤين جزء منه، و نتيجة لذلك نراها على شكل خط مضيء يتحرك بسرعة في السماء لمدة ثوان أو جزء من الثانية. و من النادر أن يزيد قطر الشهاب عن قطر حبة التراب، حيث يتراوح قطر الشهاب ما بين 1 ملم - 1 سم فقط. و تبلغ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي ما بين 11 - 72 كم في الثانية الواحدة. و يبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع 100 كم تقريبا عن سطح الأرض، و يبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض بحوالي 100 مليون يوميا، معظمها لا يرى بالعين المجردة.
غالبا ما يميل لون الشهاب إلى الأصفر. و يعتبر لون الشهاب مؤشرا لمكوناته: فذرات الصوديوم تعطي للشهاب اللون البرتقالي - الأصفر، و الحديد يعطي اللون الأصفر، و المغنيسيوم يعطي اللون الأزرق المخضر، و الكالسيوم يضفي اللون البنفسجي بعض الشيء، و السيليكون يعطي اللون الأحمر. و بشكل عام، فإن الشهب لا تصدر أصواتا، إلا أنه قد يسمع للشهاب اللامع (الكرة النارية) صوتا أحيانا يشبه الهسيس، و يعتقد أن هذا الصوت ناتج عن أمواج راديوية ذات ترددات منخفضة، و في أحيان نادرة قد يصدر الشهاب صوتا يشبه صوت الطائرة لدى اختراقها حاجز الصوت، إلا أن صوت الشهاب يبدو كصوت قعقعة بعيدة، و قد يصل صوته بعد دقيقة أو أكثر من ظهوره. و قد يترك الشهاب خلفه ذيلا دخانيا، غالبا ما يميل لونه إلى الأخضر بسبب ذرات الأكسجين، و عادة ما يدوم الذيل الدخاني من 1 - 10 ثواني، و قد يدوم من 1 - 30 دقيقة أحيانا (غالبا 4 - 6 دقائق).
و بشكل عام يعزى أصل الشهب إلى المذنبات، و المذنبات عبارة عن أجرام سماوية صغيرة نسبيا عند مقارنتها بالكواكب، معظمها ذات أقطار ما بين 5 – 25 كم. و هي تدور حول الشمس بمدارات شديدة التفلطح أو الاهليليجية ، و تتكون بشكل رئيس من الجليد و الأتربة، و تتراوح مدة دورانها حول الشمس من بضعة سنوات إلى آلاف السنين. أما الشهب فهي حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي و تتلاشى تماما قبل وصولها إلى سطح الأرض. و من المصطلحات المستخدمة في رصد الشهب هو "الكرة النارية"، و هذا المصطلح يطلق على الشهب اللامعة التي يفوق لمعانها لمعان كوكب المشتري المتألق. و قد تنقسم الكرة النارية في السماء إلى عدة أجزاء، و بشكل عام فإن عدد الكرات النارية بعد غروب الشمس يكون أكثر منه في أي وقت آخر، في حين أن عددها يكون أقل ما يمكن قبل الشروق. أما النيزك فهو كتلة صخرية أو حديدية أو خليط من كليهما يصل إلى سطح الأرض سالما، و يبلغ قطره من ملمترات إلى عدة أمتار.
و تنقسم الشهب إلى مجموعتين رئيسيتين: أولا: الشهب الفرادى، و هي الشهب التي يمكن رؤيتها في أي وقت و اتجاه، و غالبا ما تكون بسبب حبيبات ترابية سابحة في الفضاء، و لا يمكن التنبؤ بموعد أو مكان ظهورها. و في ليلة صافية يمكن رؤية حوالي 5 - 10 شهب في الساعة من هذا النوع. ثانيا: زخات الشهب، فعند اقتراب المذنبات من الشمس، فإن الجليد فيها المخلوط بالأتربة يذوب بفعل حرارة الشمس، و يتسامى على شكل نافورة في الفضاء، جارفا معه العديد من الحبيبات الترابية التي تبقى سابحة في مداره، فإذا ما عبرت الأرض مدار المذنب، فإن جزء من هذه الأتربة يسقط باتجاه الأرض مكونا العديد من الشهب. إن هذا النوع من الشهب يتميز بحدوثه كل عام في نفس الموعد تقريبا، لأن الأرض تعود إلى نقطة تقاطع مدارها مع مدار المذنب مرة كل سنة. و يتميز هذه النوع أيضا بأن شهب الزخة الواحدة تبدو جميعها منطلقة من نقطة وهمية واحدة تسمى "نقطة الإشعاع"، و تسمى زخة الشهب باسم المجموعة النجمية التي تحتوي نقطة الإشعاع، فالأسديات سميت كذلك لوجود نقطة الإشعاع ما بين نجوم مجموعة الأسد. و لكل زخة شهب نقطة إشعاع خاصة بها. و المجموعة النجمية عبارة عن عدد من النجوم تخيلها القدماء على شكل أداة أو حيوان. و بشكل عام إذا بلغ عدد الشهب في الساعة الواحدة إلى 1000 شهاب أو أكثر، سميت وقتها بالعاصفة الشهابية.
و هذا يفسر سبب امتداد الفترة التي تظهر خلالها شهب الأسديات ما بين 10-21 تشرين ثاني (نوفمبر)، إذ أن الأرض تدخل يوم 10 الحزام الغباري للمذنب المسبب لزخة شهب الأسديات و الذي يسمى المذنب "تمبل تتل" و تبقى الأرض داخل هذا الحزام إلى ان تخرج منه يوم 21، و أثناء عبورها للحزام الغبارى فإنها تصادف بعض الأماكن التي تتكاثف و يزداد فيها عدد الحبيبات الغبارية، فعند مرور الأرض في هذا المكان تحدث ذروة الزخة الشهابية.
المهندس محمد شوكت عودة
عضو منظمة الشهب الدولية
رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة