• اضغط هنا لقراءة أبحاث ومقالات حول رؤية الهلال ومواقيت الصلاة
  • اضغط هنا للاطلاع على الأرقام القياسية في رصد الهلال

مركز الفلك الدولي

أخبار فلكية

زخة شهب "البرشاويات" 2023

زخة شهب "البرشاويات" 2023
السماء على موعد مع زخة شهب "البرشاويات" مساء يومي السبت والأحد 12 و13 أغسطس

المهندس محمد شوكت عودة
مدير مركز الفلك الدولي
عضو منظمة الشهب الدولية 

يستعد علماء وهواة الفلك لرصد زخة الشهب الأكثر شعبية في السنة، وتسمى زخة شهب "البرشاويات"، نسبة إلى المجموعة النجمية "برشاوس"، والمذنب المسبب لهذه الزخة الشهابية يسمى "سويفت تتل"، وهو يدور حول الشمس مرة واحدة كل 133 سنة، وتبدأ الشهب التابعة لهذه الزخة بالسقوط نحو الأرض أثناء مرور الأرض في الحزام الغباري للمذنب، وهو يحدث كل سنة خلال الفترة الممتدة من 17 يوليو وحتى 24 أغسطس، ويزداد عدد الشهب عندما تعبر الأرض أكثف منطقة في الحزام الغباري، وهذه الفترة تكون كل سنة ما بين 11 و14 أغسطس. وتعتبر هذه السنة مناسبة جدا لمنطقتنا لرؤية شهب "البرشاويات" نظرا لعدم وجود إضاءة القمر وقت الذروة ولأن موعد الذروة مناسب للمنطقة العربية. 

وفي هذه السنة تشير التوقعات الفلكية إلى أن الذروة التقليدية لزخة شهب البرشاويات ستحدث يوم الأحد 13 أغسطس ما بين الساعة 02 فجرا و09 مساء بتوقيت غرينتش، وهذا الموعد يجعل كلا الليلتين؛ مساء السبت 12 أغسطس ومساء الأحد 13 أغسطس مناسبتين لرؤية هذه الشهب، مع تفضيل مساء الأحد لمناطق غرب العالم العربي، ومساء السبت لشرقه. 

وتجدر الإشارة إلى أن زخة شهب البرشاويات شهدت خلال السنوات الماضية ذروات أخرى غير الذروة التقليدية، حيث شهد عام 2021 ذروة أخرى يوم 14 أغسطس، وذلك بعد يوم ونصف من موعد الذروة التقليدية، وظهر حينها أكثر من 100 شهاب. 

هذا وتشير التوقعات إلى أن الأرض ستعبر يوم الإثنين 14 أغسطس 2023م ما بين الساعة 01 و 02:45 صباحا بتوقيت غرينتش (ليلة الأحد على الإثنين) حزاما غباريا انطلق من المذنب عام 68 قبل الميلاد، ومن غير الممكن التنبؤ بعدد الشهب التي قد تنتج عن هذا العبور، إلا أن العلماء يؤكدون على أن الأمر يستحق المتابعة تلك الليلة، وهو موعد مناسب جدا للمنطقة العربية.

وعادة يرى وقت الذروة ما بين 50 إلى 75 شهابا في الساعة إن تم الرصد من مكان مظلم ومناسب، أما في حالة الرصد من الأماكن المضيئة داخل المدن أو الرصد في وقت بعيد عن ذروة الزخة فقد لا يرى الراصد أكثر من بضعة شهب فقط في أفضل الأحوال. 

تشرق مجموعة "برشاوس" في هذه الفترة بحدود الساعة العاشرة مساء، وهذا يعني أن شهب "البرشاويات" تبدأ بالظهور بحدود الساعة العاشرة مساء، ولكن عددها يكون قليل جدا في هذا الوقت، وبمرور الوقت ستبدأ عدد الشهب بالازدياد لتصبح ملحوظة أكثر بعد منتصف الليل، وستزداد أكثر مع الاقتراب من موعد الفجر، ليكون الوقت قبل الفجر هو الأكثر مشاهدة للشهب بشكل عام. وبناء على ما ذكر، على المهتمين برؤية هذه الشهب الرصد من مكان مظلم بعيد عن إضاءة المدن ابتداء من منتصف الليل، وذلك ليلة السبت على الأحد وليلة الأحد على الإثنين أيضا. 

وتقع نقطة الإشعاع لهذا الزخة في جهة الشمال الشرقي بالقرب من مجموعة "برشاوس"، ونقطة الإشعاع هي نقطة وهمية تبدو جميع الشهب منطلقة منها، وعلى الرغم من أن الشهب تبدو منطلقة من هذه النقطة، إلا أن الشهب يمكن رؤيتها في أي مكان في السماء، ويفضل عادة النظر بعيدا حوالي 45 درجة عن نقطة الإشعاع، و45 درجة بعيدا عن الأفق. 

والشهب عبارة عن حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي، فتنصهر وتتبخر نتيجة لاحتكاكها معه وتؤين جزء منه، ونتيجة لذلك نراها على شكل خط مضيء يتحرك بسرعة في السماء لمدة ثوان أو جزء من الثانية. ومن النادر أن يزيد قطر الشهاب عن قطر حبة التراب، حيث يتراوح قطر الشهاب ما بين 1 ملم إلى 1 سم فقط. وتبلغ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي ما بين 11 إلى 72 كم في الثانية الواحدة. ويبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع 100 كم تقريبا عن سطح الأرض، ويبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض بحوالي 100 مليون يوميا، معظمها لا يرى بالعين المجردة.

هذا ولا تشكل الشهب أي خطر على سطح الأرض إطلاقا حتى وإن كانت على شكل عاصفة، فجميع الشهب تتلاشى قبل وصولها إلى سطح الأرض، إلا أن هناك خطرا قد تشكله الحبيبات الترابية على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، حيث قد تصل سرعة الشهاب إلى 72 كم في الثانية الواحدة (200 ضعف سرعة الصوت). واصطدام جسيم بهذه السرعة قطره أقل من قطر شعرة الإنسان بإمكانه تكوين شرارة كهربائية كفيلة بأن تعطل أجهزة القمر الصناعي الحساسة، وبالتالي إيقافه عن العمل. فعلى سبيل المثال تعطل قمر الاتصالات "أولومبوس" أثناء زخة شهب البرشاويات عام 1993 بسبب اصطدامه مع إحدى الحبيبات الترابية.

جميع الحقوق محفوظة © 1998-2024 مركز الفلك الدولي. لا يجوز إعادة نشر محتوى هذه الصفحة أو الإقتباس منها بدون إذن مسبق من المركز. تصميم و برمجة Web design and development company amman, jordan. Web hosting and website and identity (logo) design