Kindly find below the second official statement of the "Crescents, Calendars, and Mawaqeet Committee (CCMC)" of the Arab Union for Astronomy and Space Sciences (AUASS), for Shawwal 1421 AH.
سيشهد يوم الاثنين 25/12/2000م الموافق 29 رمضان في العديد من الدول الإسلامية سيشهد كسوفا جزئيا للشمس يشاهد من قارة أمريكا الشمالية، و من الجدير ذكره أن هذا الكسوف هو آخر كسوف في الألفية الثانية، حيث ستبدأ الألفية الثالثة و بالتالي القرن الواحد و العشرون يوم 1/1/2001م. و تبرز أهمية هذا الكسوف بأنه سيكون دليلا قاطعا -يراة الناس- على استحالة رؤية الهلال يوم الاثنين من جميع دول العالم، لأن الكسوف عبارة عن اقتران مرئي. فالقمر عبارة عن كرة مظلمة له دائما نصف مضيء و نصف مظلم، و تختلف أطوار القمر (محاق، هلال، تربيع أول، بدر، تربيع ثاني، هلال، محاق) حسب موقع النصف المضيء بالنسبة للأرض، فإذا وقع القمر بين الأرض و الشمس فإن الشمس ستضيء النصف المواجه لها، أما النصف الآخر المواجه للأرض فسيكون مظلما تماما و هذا ما يسمى بالاقتران أو المحاق أو تولد الهلال. و إذا ما وقع القمر بين الأرض و الشمس و كان على نفس مستوى دوران الأرض حول الشمس فعندها يحدث الكسوف و يصبح الاقتران مرئيا. و بعد الاقتران أو المحاق (اللحظة التي تكون نسبة إضاءة القمر تساوي صفرا كما يبدو من الأرض) بحوالي 12 إلى 20 ساعة يبدأ الهلال بالظهور، و هذا هو الهلال الذي نبحث عنه بعد غروب الشمس في جهة الغرب لنثبت به بداية الشهر الهجري الجديد، و يغرب الهلال الجديد (عمره أقل من 24 ساعة) بعد غروب الشمس بحوالي 50 دقيقة كحد أقصى. و هذا يعني أنه حتى تبدأ إمكانية رؤية الهلال بعد غروب الشمس لا بد أن يكون الاقتران (المحاق) قد حصل قبل 12-20 ساعة من غروب الشمس. و فيما يتعلق بهلال شهر شوال الحالي فسيحدث الاقتران المركزي يوم الاثنين في تمام الساعة 17:22 بالتوقيت العالمي، و ستشهد بعض مناطق أمريكا كسوفا جزئيا للشمس (اقتران مرئي)، ففي منطقة هاليفاكس في كندا سيبدأ الكسوف في الساعة 16:31 بالتوقيت العالمي، و سينتهي في الساعة 19:31. و على الرغم من أن تحديد بداية الشهر الهجري لا تحتاج إلى كل هذه البراهين حتى نثبت دقتها، إلا أن البعض يدعي عدم دقة الحسابات الفلكية، فها هو الكسوف دليل يراه الناس بأعينهم يثبت الدقة المتناهية للحسابات الفلكية. لاحظ أنه في حال إعلان ثبوت رؤية الهلال رسميا في دول الشرق الأوسط يوم الاثنين بحدود الساعة 16 بالتوقيت العالمي تكون قارة أمريكا تشهد كسوفا للشمس في ذلك الوقت بل حتى بعده بحوالي ثلاث ساعات. و لذلك فإن أي إدعاء برؤية الهلال يوم الاثنين هو خطأ فادح و يجب رده، لأن المدعي رؤية الهلال بعد غروب شمس يوم الاثنين يكون حقيقة يدعي رؤيه الهلال قبل كسوف الشمس أي قبل أن يصل القمر مرحلة المحاق، و هو -أي المحاق- مرحلة تكون قبل الهلال بحوالي 12-20 ساعة. إننا نتمنى على المسؤولين أن يلقوا بالا لهذه الحقائق التي من شأنها أن تمنع وقوع خطأ غير بسيط، و ذلك كما حدث في العام الماضي حيث أعلنت بعض الدول الإسلامية عيد الفطر يوم الجمعة 07/01/2000م (مثل السعودية، الأردن، العراق، الجزائر)، و كان ذلك خطأ واضح مما دعا فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي لإصدار فتوى تطلب من الناس قضاء يوم بدل يوم الجمعة. و تعليقا على هذا الموضوع، فقد قال أحد كبار مشايخ السعودية، فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: "إذا وقع كسوف الشمس بعد غروبها في أي مكان من الأرض فإنه يتعذر أن يكون فيه اليوم التالي أول شهر جديد و ذلك لأنه من المعلوم عند المحققين من أهل العلم شرعا و أهل الخبرة حسا أن سبب كسوف الشمس الحي حيلولة القمر بينها و بين الأرض و من المعلوم عند العامة و الخاصة أن دخول الشهر لا يكون إلا حيث يرى الهلال بعد غروب الشمس متأخرا عنها فإذا كان كذلك فإنه لا يمكن أن يحكم بدخول الشهر في الليلة التي يقع فيها كسوف الشمس بعد الغروب لأن ذلك مستحيل حسب العادة التي أجرى الله تعالى في سير الشمس و القمر.... و على ذلك فمن زعم دخول الشهر في الليلة التي تكسف فيها الشمس بعد الغروب فهو كمن زعم أن القمر يكون بدرا ليلة الهلال أو أن الشمس تخرج قبل طلوع الفجر أو أن الجنين يستهل قبل أن يخرج من بطن أمه. و من المعلوم أن هذا لا يمكن حسب السنة التي أجراها الله تعالى في هذا الكون البديع في نظامه و اتقانه".
محمد شوكت عودة
نائب رئيس لجنة الأهلة و التقويم و المواقيت
الاتحاد العربي لعلوم الفضاء و الفلك