Kindly find below the second official statement of the "Crescents, Calendars, and Mawaqeet Committee (CCMC)" of the Arab Union for Astronomy and Space Sciences (AUASS), for Ramadan 1421 AH.
دعى المسؤولون في الدول العربية و الإسلامية الناس إلى تحري هلال شهر رمضان المبارك يوم السبت 25 نوفمبر/تشرين ثاني، و مما يدعو إلى الاستغراب هو الدعوة لتحري الهلال يوم لا يوجد قمر في السماء أصلا. فالجميع يعلم أن للقمر أطوارا تبتدأ بالمحاق ثم الهلال ثم التربيع الأول ثم البدر ثم التربيع الثاني ثم هلال آخر الشهر و أ خيرا يعود القمر إلى طور المحاق ثانية. و المحاق هي اللحظة التي يصبح القمر وقتها واقعا بين الأرض و الشمس، و تكون نسبة إضاءة القمر 0% تقريبا كما يبدو من الأرض، و يسمى المحاق أيضا بالاقتران أو تولد الهلال. و بعد المحاق بعدة ساعات يبدأ القمر بالظهور على شكل هلال، و تحري الهلال يتم بالبحث عنه فور غروب الشمس في جهة الغرب، و يقع الهلال وقتها بالقرب من المنطقة التي غربت عندها الشمس. و من هنا نستنتج أنه حتى تمكن رؤية الهلال لا بد من توفر شرطين أساسين: أولا أن يغيب القمر بعد غروب الشمس، فغروب القمر قبل الشمس يعني أنه لا يوجد قمر في السماء نبحث عنه بعد غروب الشمس. ثانيا أن يكون طور المحاق قد حدث قبل غروب الشمس، لأننا نبحث عن الهلال، و هو -أي الهلال- كما ذكرنا مرحلة تلي المحاق بعدة ساعات، فإن لم يكن القمر قد وصل مرحلة المحاق قبل غروب الشمس، إذا لا يوجد هلال في السماء بحث عنه. و عن دقة الحسابات الفلكية، فحقيقة لا يناقش بدقتها إلا من لا يعلم ما هيتها و كيفية إجرائها. فكيف يتحدث بعض الأشخاص بما لا يفقهوا؟ و فيما يلي بعض الأمثلة التي تؤكد الدقة المتناهية للحسابات الفلكية. أولا: يوم كسوف 11/8/1999 دلت الحسابات الفلكية أن الكسوف سيبدأ من منطقة الرصد (مبنى أمانة عمّان الكبرى) في مدينة عمان في تمام الساعة 01 ظهراً و 16 دقيقة و17 ثانية وسينتهي في تمام الساعة 04 عصراً و 01 دقيقة و21 ثانية، وقد جرت عملية توقيت لبداية ونهاية الكسوف، كلتاهما حدثت في نفس الثانية التي دلت عليها الحسابات الفلكية، بل و شهد عملية توقيت انتهاء الكسوف عدد من المواطنين، وبقي قرص القمر مشاهداً أمام قرص الشمس حتى الثانية 20 وغادرها تماماً عندما سمعت رنة الثانية 21 ! لاحظ أن هذا المثال يدل على الدقة المتناهية للحسابات الفلكية، خاصة فيما يتعلق بمدار القمر و موعد الاقتران، حيث إن الكسوف هو اقتران مرئي. ثانيا: تمتلك الجمعية مرقباً متطوراً محوسبا يمكنه التوجه نحو أي إحداثيات سماوية مدخلة، وتم استخدامه لرصد هلال شهر جمادى الثانية 1420 هـ يوم 10 أيلول 1999، حيث تم أولاً الحصول على إحداثيات الهلال من برنامج حاسوب، ومن ثم تم إدخال هذه الإحداثيات إلى المرقب، وعندها توجه المرقب أوتوماتيكياً نحو تلك الإحداثيات، وما أن نظرنا في المرقب حتى رأينا الهلال ! إن هذا دليل واضح على دقة الحسابات الفلكية، فلولا هذه الدقة المتناهية في الإحداثيات التي تم الحصول عليها من برنامج الحاسوب لتوجه المرقب نحو موقع آخر. و أنت أيها المشكك بالحسابات الفلكية ألا تصلي وفقا للمواقيت الموجودة في التقويم، و التي تم حسابها فلكيا ؟ أم أن الفلك دقيق لحساب موقع الشمس، و لكنه عديم الدقة عندما يصبح الأمر متعلق بحساب موقع القمر! أما عن رمضان الحالي فقد دعت عدة دول لتحري الهلال يوم السبت مثل قطر، السعوديه، مصر و غيرها الكثير، و يزعم بعض المسؤولين في العديد من الدول بالاستئناس بالحساب الفلكي، و أنها ترد الشهادة إذا دل الحساب الفلكي على استحالة رؤية الهلال، كأن يغيب القمر قبل الشمس أو أن المحاق لم يحدث بعد. كلام يبدو جميل للوهلة الأولى، و لكن إذا نظرنا إلى الحسابات الفلكية لهلال شهر رمضان هذا العام لوجدنا أن رؤية الهلال يوم السبت مستحيلة من جميع دول العالم، لغروب القمر قبل الشمس و لحدوث مرحلة المحاق بعد غروب الشمس بعدة ساعات و ليس قبلها بعدة ساعات، فالمحاق سيحدث يوم الأحد في الساعة 01:11 صباحا بالتوقيت الأردني (ليلة السبت على الأحد). و سيغيب القمر يوم السبت 25/11 في مدينة الرياض قبل 10 دقائق من غروب الشمس، و في عمّان و القاهرة قبل 6 دقائق من غروب الشمس، و في نواكشوط (أفضل المواقع الرصدية في العالم الاسلامي) قبل 5 دقائق من غروب الشمس. و من القواعد البديهية في علم الفلك أن إمكانية رؤية الهلال تتحسن كلما اتجهنا غربا بثبوت خط العرض، فإن كان الهلال سيغيب قبل الشمس حتى في موريتانيا و هي تقع في أقصى غرب العالم الإسلامي، فهذا يعني أن إمكانية رؤية الهلال يوم السبت مستحيلة من جميع دول العالم. و حتى يوم الأحد فإن الهلال لن يرى من شرق العالم الإسلامي و دول الخليج و بلاد الشام، حيث تشير الحسابات الفلكية إلى أنه قد يمكن رؤية الهلال يوم الأحد عن طريق المرقب فقط من الجزائر و المغرب و موريتانيا، و بالاتجاه غربا ستتحسن إمكانية الرؤية إلى أن تصبح ممكنة بالعين المجردة من الأمريكتين فقط.
و السؤال الآن... لماذا يدعوا المسؤولون الناس لتحري الهلال يوم السبت؟ ألم يذكر المسؤولون بأن الشهادة ترد إذا أكد الحساب الفلكي أن لا هلال في السماء! هل الهدف من اجتماع لجان التحري الرسمية يوم السبت هو رد جميع الشهادات الواردة ؟ أم إنه إعلان مسبق لعدم الاكتراث بالحسابات الفلكية، و أن الشهادة برؤية الهلال ستقبل حتى لو أن القمر ليس موجودا ؟ إننا كنا نأمل أن يكون التحري و اجتماع الهيئات الرسمية في يوم تكون إمكانية الرؤية فيه ممكنة، فتقبل الشهادة الصحيحة و ترد الباطلة، فعديد ممن شهد برؤية الهلال وجد أنه كان يبحث عن الهلال صباحا! أو كان يبحث عنه في جهة الشرق! و بالرغم من هذا فإننا لا نستغرب أن تعلن رؤية الهلال يوم السبت! فقد حدث ذلك مرارا، فعلى سبيل المثال في بحث أجرته الجمعية الفلكية الأردنية وجد أنه منذ العام 1953 و حتى العام 1999م، كان هناك 47 شهر رمضان، و تم الإعلان رسميا عن رؤية الهلال يوم غرب القمر قبل الشمس أو أنه لم يكن قد وصل مرحلة المحاق في 28 شهر من أصل 47 شهرا (60 %) ! إنه مجرد سؤال نطرحه... لماذا ندعوا الناس للبحث عن شيء نحن نعلم أنه غير موجود؟؟ و الأسوأ من ذلك لماذا نقبل شهادة البعض في ذلك اليوم و نحن على يقين بأن الهلال منهم بريء.
محمد شوكت عودة
نائب رئيس لجنة الأهلة و التقويم و المواقيت
الاتحاد العربي لعلوم الفضاء و الفلك