بدأت غالبية الدول الإسلامية شهر رمضان يوم الأربعاء 11 آب/أغسطس، وبدأته دول أخرى يوم الخميس 12 آب/أغسطس، ومن هذه الدول عُمان والمغرب وموريتانيا والهند وبنغلادش وباكستان وإيران. وبالنسبة للدول التي بدأت رمضان يوم الأربعاء، فإن التاسع والعشرين منه سيوافق يوم الأربعاء 08 أيلول/سبتمبر، وفي هذا اليوم تستحيل رؤية الهلال من جميع مناطق العالم الإسلامي (بل وكل القارات الآسيوية والإفريقية والأوروبية) لغروب القمر قبل غروب الشمس، وبالتالي يفترض أن تكمل هذه الدول شهر رمضان 30 يوما ليكون العيد يوم الجمعة 10 أيلول/سبتمبر 2010م.
هذا وقد أوصى المشاركون في مؤتمر الإمارات الفلكي الثاني الذي انعقد في مدينة أبو ظبي في شهر حزيران/يونيو الماضي والذي شارك فيه حوالي مئتي مشارك، كان منهم فقهاء ومتخذو قرار في بعض الدول الإسلامية ومن الجاليات الإسلامية في الغرب، كانوا قد أوصوا بأنه إذا كان القمر يغيب قبل الشمس في اليوم التاسع والعشرين، لا يجب أن يدعى الناس لتحرّي الهلال أصلا. وكان ممن اقترح هذه التوصية فقهاء مختصون، وعللوا ذلك بأنه من غير المعقول دعوة الناس لتحري شيء يؤكد العلم القطعي عدم وجوده، وأكدوا أن هذا المطلب لا يتعارض مع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بتحري الهلال ليلة الشك، إذ إن هذه التوصية مرتبطة فقط بالحالات التي لا يكون القمر فيها موجودا في السماء بعد غروب الشمس. ومن هذا المنطلق فإننا نرفع هذه التوصية بعدم دعوة الناس لتحري الهلال يوم الأربعاء 08 أيلول/سبتمبر الى الجهات المختصة في عالمنا الاسلامي.
وأما بالنسبة للدول التي بدأت شهر رمضان يوم الخميس، فإن اليوم التاسع والعشرين منه سيوافق يوم الخميس 09 أيلول/سبتمبر، وفي هذا اليوم يمكن رؤية الهلال من معظم مناطق العالم الإسلامي إما بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوبات، وبناء على ذلك من المتوقع في معظم هذه الدول أن يكون العيد يوم الجمعة 10 أيلول/سبتمبر 2010م. ولكن بالنسبة للدول التي تشترط رؤية الهلال بالعين المجردة من داخل أراضيها مثل باكستان والتي ستكون إمكانية رؤية الهلال فيها بالعين المجردة يوم الخميس صعبة جدا، فقد تكمل هذه الدول عدة رمضان 30 يوما ويكون العيد فيها حينئذ يوم السبت 11 أيلول/سبتمبر.
وبالنسبة لليبيا، التي لا تعتمد رؤية الهلال بل تكتفي بحدوث الاقتران قبل الفجر، فإن شرطها سيتحقق يوم الخميس 09 أيلول/سبتمبر، وبالتالي سيكون العيد فيها يوم الخميس.
وبإلقاء نظرة على وضع القمر يوم الخميس 09 أيلول/سبتمبر في بعض المدن العربية والإسلامية، نجد أن الحسابات السطحية للهلال عند غروب الشمس كما يلي:
- أبو ظبي سيغيب القمر بعد 29 دقيقة من غروب الشمس، وسيكون عمره 27 ساعة و19 دقيقة.
- عمّان سيغيب القمر بعد 23 دقيقة من غروب الشمس وسيكون عمره 29 ساعة و24 دقيقة.
- القاهرة سيغيب القمر بعد 26 دقيقة من غروب الشمس، وسيكون عمره 29 ساعة و44 دقيقة.
- مكة المكرمة سيغيب القمر بعد 34 دقيقة من غروب الشمس، وسيكون عمره 28 ساعة و38 دقيقة.
- الرباط سيغيب القمر بعد 25 دقيقة من غروب الشمس، وسيكون عمره 33 ساعة و32 دقيقة. ورؤية الهلال يوم الخميس في كل من أبوظبي وعمّان والقاهرة ومكة المكرمة والرباط ممكنة باستخدام التلسكوب، وقد تكون ممكنة بصعوبة بالعين المجردة في حالة صفاء الغلاف الجوي التام والرصد من قبل راصد متمرس.
ولمعرفة دلالات هذه الأرقام تجدر الإشارة إلى أن أقل مكث لهلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة وتمت رؤيته يوم 20 أيلول/سبتمبر 1990م من فلسطين، أما أقل عمر هلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة فكان 15 ساعة و 33 دقيقة وتمت رؤيته يوم 25 شباط/فبراير 1990م من الولايات المتحدة. ولا يكفي أن يزيد عمر القمر ومكثه عن هذه القيم لتمكن رؤيته، إذ إن رؤية الهلال متعلقة بعوامل أخرى كبعده الزاوي عن الشمس و بعده عن الأفق لحظة رصده.
ولمعرفة نتائج رصد هلال شهر شوال يمكن زيارة موقع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة على شبكة الإنترنت على العنوان (http://www.icoproject.org) ، وقد أنشئ المشروع عام 1998م ويضم حاليا أكثر من 400 عضو من علماء ومهتمين برصد الأهلّة وحساب التقاويم. ويشجع المشروع المهتمين في مختلف دول العالم على تحري الهلال و إرسال نتائج أرصادهم إلى المشروع عن طريق موقعه على شبكة الإنترنت، حيث تنشر تباعا بعد تدقيقها وتمحيصها.
وتبين الخرائط أدناه أحوال رؤية هلال شهر شوال حسب معيار عودة يوم الأربعاء 08 أيلول/سبتمبر ويوم الخميس 09 أيلول/سبتمبر، بحيث إن:
- رؤية الهلال مستحيلة من المناطق الواقعة في اللون الأحمر بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس أو/و حصول الاقتران السطحي بعد غروب الشمس.
- رؤية الهلال غير ممكنة في المناطق غير الملونة، أي أن القمر يغيب في تلك المناطق بعد غروب الشمس والاقتران السطحي يحدث قبل غروب الشمس، إلا أن بعد القمر عن الشمس وبعده عن الأفق لا يسمح برؤية الهلال حتى عن طريق التلسكوب.
- رؤية الهلال ممكنة فقط باستخدام التلسكوب من المناطق الواقعة في اللون الأزرق.
- رؤية الهلال ممكنة باستخدام التلسكوب من المناطق الواقعة في اللون الزهري، ومن الممكن رؤية الهلال بالعين المجردة في حالة صفاء الغلاف الجوي التام والرصد من قبل راصد متمرس.
- رؤية الهلال سهلة بالعين المجردة من المناطق الواقعة في اللون الأخضر.
عن مجلس إدارة المشروع الإسلامي لرصد الأهلة
المهندس محمد شوكت عودة (الرئيس)
الأربعاء 8 أيلول/سبتمبر 2010
الخميس 9 أيلول/سبتمبر 2010