انقسم العالم الإسلامي في بداية شهر رمضان المبارك 1433هـ، حيث بدأت بعض الدول الشهر يوم السبت 21تموز / يوليو مثل أندونيسيا وماليزيا وبروناي وباكستان والهند وإيران وجنوب أفريقيا وكينيا والعراق وسلطنة عمان وسوريا والمملكة المغربية وموريتانيا، في حين بدأت بقية الدول الشهر يوم الجمعة 20 تموز/يوليو. وبالنسبة للدول التي بدأت شهر رمضان يوم الجمعة فسيكون اليوم التاسع والعشرون من رمضان فيها هو الجمعة 17 آب/أغسطس 2012م وهو يوم تحرّي هلال شهر شوال، وفي هذا اليوم سيحدث الاقتران المركزيّ (المحاق المركزيّ) في الساعة 15:54 بالتوقيت العالميّ، وتكون رؤية الهلال مساء الجمعة مستحيلة في جميع أنحاء العالم تقريبا بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس أو لعدم حدوث الاقتران قبل غروب الشمس، أما في قارة أمريكا الجنوبية تحديدا فلا تمكن رؤية الهلال ولا حتى بالتلسكوب نظرا لقربه الشديد من الأفق وقلة إضاءته.
أما يوم السبت 18 آب/أغسطس فتكون رؤية الهلال مستحيلة في شمال آسيا وشرقها وفي قارة أوروبا وكندا، وغير ممكنة في أواسط آسيا وبلاد الشام والعراق وشمال الجزيرة العربية وجنوب أوروبا، بينما تكون رؤية الهلال ممكنة سواء بالتلسكوب أو بالعين المجردة في باقي مناطق العالم. فأما بالنسبة للدول التي بدأت شهر رمضان يوم الجمعة، فإنها ستعتبر يوم السبت 18 آب/أغسطس هو المتمم لشهر رمضان وستبدأ العيد يوم الأحد بمشيئة الله. وأما بالنسبة للدول التي بدأت شهر رمضان يوم السبت والتي ستمكن منها رؤية الهلال يوم السبت 18 آب/أغسطس فإنها ستعلن الأحد أيضا أول أيام عيد الفطر، في حين أن الدول التي لا يمكن منها رؤية الهلال يوم السبت فإن بعضها سيكمل شهر رمضان ثلاثين يوما ويعلن الإثنين أول أيام عيد الفطر.
هذا وتجدر الإشارة إلى الرأي الفقهيّ الذي يتبنّاه العديد من الفقهاء وهو أنه لا داعي لتحرّي الهلال بعد غروب شمس يوم الجمعة من المناطق التي يغيب فيها القمر قبل الشمس، لأن القمر غير موجود في السماء وقتئذ، إضافة إلى كون ذلك إحدى توصيات مؤتمر الإمارات الفلكي الثاني والذي حضره فقهاء ومتخذو قرار من العديد من الدول الإسلامية ونصّ على أنه : "إذا قرر علم الفلك أن الاقتران لا يحدث قبل غروب الشمس أو أن القمر يغرب قبل الشمس في اليوم التاسع والعشرين من الشهر فلا يدعا لتحري الهلال."
وقد أقرّ الفقهاء أن لا تعارض بين هذه التوصية وسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم بتحري الهلال، إذ إنّ هذه التوصية متعلقة فقط بالحالات التي نعلم فيها مسبقاً أنّ القمر غير موجود في السماء بناء على معطيات قطعية، وبالتالي فإن تحرّيه ونحن متأكدون أنه غير موجود هو تهميش للعقل والعلم. ومن بين الفقهاء الذين دعوا لمثل هذه التوصية حتى قبل انعقاد المؤتمر معالي الشيخ عبد الله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ومستشار الديوان الملكي هناك، إضافة إلى أن هذه التوصية معتمدة بطبيعة الحال في بعض الدول الإسلامية التي تعتمد رؤية الهلال أساسا لبدء الشهر الهجري مثل سلطنة عمان وليبيا مؤخرا، فهذه الدول لا تدعو الناس لتحرّي الهلال وهي تعلم أنه غير موجود، فالأصل أن لا تدعو الجهات المعنية لتحري الهلال يوم الجمعة القادم ليقيننا أنه غير موجود في السماء بعد غروب الشمس وذلك في جميع الدول العربية.
ولمعرفة نتائج رصد هلال شهر شوّال، يمكن زيارة موقع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة على شبكة الإنترنت على العنوان (http://www.icoproject.org)، حيث أنشئ المشروع عام 1998م ويضم حاليا مئات من علماء ومهتمين برصد الأهلّة وحساب التقاويم. هذا ويشجع المشروع المهتمين في مختلف دول العالم على تحرّي الهلال وإرسال نتائج رصدهم إلى المشروع عن طريق موقعه على شبكة الإنترنت، حيث تنشر تباعا بعد تدقيقها وتمحيصها.
تبيّن الخارطة أدناه إمكانية رؤية هلال شهر شوال يوم السبت 18 آب/أغسطس من جميع مناطق العالم، بحيث أن:
•رؤية الهلال مستحيلة من المناطق الواقعة في اللون الأحمر بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس أو/و بسبب حصول الاقتران السطحي بعد غروب الشمس.
•رؤية الهلال غير ممكنة لا بالتلسكوب ولا بالعين المجردة من المناطق غير الملونة.
•رؤية الهلال ممكنة فقط باستخدام التلسكوب من المناطق الواقعة في اللون الأزرق.
•رؤية الهلال ممكنة باستخدام التلسكوب من المناطق الواقعة في اللون الزهري، ومن الممكن رؤية الهلال بالعين المجردة في حالة صفاء الغلاف الجوي التام والرصد من قبل راصد متمرس.
•رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة من المناطق الواقعة في اللون الأخضر.