ستتحرى معظم دول العالم الإسلامي هلال شهر شوال (عيد الفطر 1436هجرية) يوم الخميس 16 تموز/يوليو، وبالنسبة للعالم العربي فإن الاقتران (المحاق) سيحدث قبل غروب الشمس وسيغيب القمر في ذلك اليوم بعد غروب الشمس في الدول العربية كافة، إلا أنه لن يرى في ذلك اليوم بعد غروب الشمس لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب بسبب قربه من الأفق وقلة لمعانه نسبيا، لكن من الممكن أن يرى باستخدام تقنية التصوير الفلكي، وهي موضع خلاف فقهي من حيث إقرارها. ولأن القمر سيغيب يوم الخميس بعد الشمس من منطقتنا العربية وسيحدث الاقتران قبل غروب الشمس فستعتبر كثير من الدول العربية والإسلامية ذلك كافيا لقبول أي شهادة برؤية الهلال، وعليه من المتوقع أن تعلن معظمها عيد الفطر يوم الجمعة 17 تموز/يوليو. أما الدول التي تشترط رؤية الهلال بما لا يتعارض مع معطيات العلم فإنه من المتوقع أن تعلن عيد الفطر يوم السبت 18 تموز/يوليو.
وخلاصة لما سبق، فإن بداية شهر شوال ستكون يوم الجمعة لمن يكتفي بالحسابات الفلكية التي لا تشترط الرؤية البصرية أو بالنسبة للدول التي لا تدقق كثيرا بشهادة الشهود إن غاب القمر بعد الشمس أو بالنسبة للدول التي تقبل رؤية الهلال باستخدام تقنية التصوير الفلكي. في حين أن بداية شهر شوال ستكون يوم السبت بالنسبة للدول التي تتحقق من الشهود جيدا ولا تقبل إلا الرؤية بالعين أو بالتلسكوب، وهذه الدول قليلة.
وبإلقاء نظرة على وضع الهلال يوم الخميس 16 تموز/يوليو من مختلف دول العالم، نجد أن الرؤية مستحيلة من شمال آسيا وجميع أوروبا وكندا وذلك بسبب غروب القمر قبل الشمس في هذه المناطق، في حين أن رؤية الهلال غير ممكنة لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب على الرغم من غروب القمر بعد الشمس في كل من قارة آسيا (عدا شمالها) وقارة أستراليا وشمال ووسط أفريقيا ومعظم الولايات المتحدة. ورؤية الهلال ممكنة باستخدام التلسكوب فقط من جنوب أفريقيا وأمريكا الوسطى، في حين أن رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة بصعوبة من أمريكا الجنوبية. أما الأماكن التي يمكن منها رؤية الهلال بالعين المجردة بسهولة فهي المحيط الهادئ فقط.
وبالنسبة لوضع الهلال يوم الخميس 16 تموز/يوليو في بعض المدن العربية والإسلامية، نجد أن الحسابات السطحية للهلال عند غروب الشمس كما يلي:
• جاكرتا: يغيب القمر بعد 15 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 11 ساعة و16 دقيقة.
• أبو ظبي: يغيب القمر بعد 08 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 15 ساعة و23 دقيقة.
• مكة المكرمة: يغيب القمر بعد 12 دقيقة من غروب الشمس، ويكون عمره 16 ساعة و03 دقائق.
• عمّان: يغيب القمر بعد 06 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 16 ساعة و37 دقيقة.
• القدس: يغيب القمر بعد 06 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 16 ساعة و38 دقيقة.
• القاهرة: يغيب القمر بعد 08 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 16 ساعة و43 دقيقة.
• الرباط: يغيب القمر بعد 09 دقائق من غروب الشمس، ويكون عمره 18 ساعة و41 دقيقة.
ورؤية الهلال يوم الخميس 16 تموز/يوليو في جميع هذه المدن غير ممكنة لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب. ولمعرفة معاني هذه الأرقام تجدر الإشارة إلى أن أقل مكث لهلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة وتمت رؤيته يوم 20 أيلول/سبتمبر 1990م من فلسطين، أما أقل عمر هلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة فكان 15 ساعة و 33 دقيقة وتمت رؤيته يوم 25 شباط/فبراير 1990م من الولايات المتحدة، ولا يكفي أن يزيد مكث الهلال وعمره عن هذه القيم لتمكن رؤيته، إذ أن رؤية الهلال متعلقة بعوامل أخرى كبعده الزاوي عن الشمس و بعده عن الأفق لحظة رصده.
ولمعرفة نتائج رصد هلال شهر شوال، يمكن زيارة موقع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة على شبكة الإنترنت على العنوان (http://www.icoproject.org)، حيث أنشئ المشروع عام 1998م ويضم حاليا أكثر من 400 عضو من علماء ومهتمين برصد الأهلّة وحساب التقاويم. هذا ويشجع المشروع المهتمين في مختلف دول العالم على تحري الهلال وإرسال نتائج رصدهم إلى المشروع عن طريق موقعه على شبكة الإنترنت، حيث تنشر تباعا بعد تدقيقها وتمحيصها.
الخارطة أدناه تبين إمكانية رؤية هلال شهر شوال يوم الخميس 16 تموز/يوليو من جميع مناطق العالم، بحيث أن:
• رؤية الهلال مستحيلة من المناطق الواقعة في اللون الأحمر بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس أو/و بسبب حصول الاقتران السطحي بعد غروب الشمس.
• رؤية الهلال غير ممكنة لا بالتلسكوب ولا بالعين المجردة من المناطق غير الملونة.
• رؤية الهلال ممكنة فقط باستخدام التلسكوب من المناطق الواقعة في اللون الأزرق.
• رؤية الهلال ممكنة باستخدام التلسكوب من المناطق الواقعة في اللون الزهري، ومن الممكن رؤية الهلال بالعين المجردة في حالة صفاء الغلاف الجوي التام والرصد من قبل راصد متمرس.
• رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة من المناطق الواقعة في اللون الأخضر.