كشف فريق من علماء الهند والولايات المتحدة أن سبب ظهور الشمس بلا بقع في الصور الفلكية هو تركيبة معينة لما يشبه الدينامو بداخلها.
وفسر العلماء في دراستهم التي نشرت في مجلة «نيتشر» العلمية هذه البقع التي توضح انخفاض في نشاط الشمس منذ نحو 100 عام بوجود دورة للغاز الساخن المشحون كهربائيا «البلازما» تتحرك من الشمال إلى الجنوب.
يتذبذب نشاط الشمس بوتيرة زمنية تقارب 11 سنة وتعتبر البقع الشمسية من بين الدلائل على وجود هذا النشاط.
العلماء يدركون من قبل أن هناك حركة للبلازما داخل الشمس بشكل تيارات الحمل المعروفة عند ارتفاع حرارة وسط ما وهي تشبه حركة التيارات البحرية في المحيط .
تبدأ القصة عند انخفاض نشاط البقع حيث تقوم التيارات السطحية المتحركة بجمع أو كنس بقايا المجال المغناطيسي الذي تركته البقع التي انحسرت وتقوم هذه التيارات بسحب هذه الحقول الى عمق 000 300 كم داخل الشمس.
من المعروف أن الشمس عبارة عن مغناطيس وبالتالي هي مثل الدينامو المغناطيسي حيث يقوم هذ الدينامو بتقوية هذه الحقول المنحسرة ( أو البقايا) وثم يتم تفعيلها وتنشيطها من جديد وبالتالي تتولد البقع من جديد.
ووصلت الدورة الشمسية الماضية والتي أعطيت رقم 23 ذروتها عام 2001 ثم سجل علماء الفلك أعلى عدد من الأيام التي شهدتها الشمس بدون بقع منذ بدء الحصر الفلكي في العصر الحديث، وللوقوف على السبب وراء التدني الواضح في
نشاط الشمس قام الباحثون تحت إشراف "ديبيندو ناندي" بمحاكاة أكثر من 210 دورات نشاط شمسية باستخدام الحاسوب معتمدين في ذلك بشكل رئيسي على دورة البلازما الشمسية المشحونة كهربيا والتي تولد مجالات مغناطيسية شبيهة بمجالات الدينامو.
وتبين من خلال هذه المحاكاة وجود دورة سريعة شمالية جنوبية للبلازما الشمسية في النصف الأول من دورة نشاط الشمس تليها مرحلة أبطأ في النصف الثاني والتي تؤدي إلى حد أدنى من البقع الشمسية.
وأكد العلماء أنه على الرغم من أن التدني الملحوظ في الدورة الشمسية الماضية لم يكن طبيعيا إلا أنه ليس حالة فردية حيث يمكن أن تتكرر هذه الوتيرة في نشاط الشمس مستقبلا، وقد حدث ما بين عام 2008-2009 انخفاض في نشاط الشمس أدى لدخول مزيد من الأشعة الكونية الى المجموعة الشمسية وبالتالي أصبح السفر في الفضاء أكثر خطرا، وأيضا حدث انخفاض في الأشعة فوق البنفسجية التي تسخن الغلاف الجوي مما أدى برودة الطبقة العليا في الغلاف وانحسارها
وهذا أدى إلى حدوث انخفاض في تآكل النفايات الفضائية مما أدى لتجمعها في المدار.
خطة ناسا القادمة تهدف لقياس ورصد حركة الحزام السطحي وأيضا حركة الحزام السفلي وهو الذي يعتبر الأصعب في الدراسة والرصد .