شهدت الأربع والعشرون ساعة الماضية ثلاثة انفجارات ضخمة على الشمس. حدث الأول يوم أمس الإثنين 13 آيار/مايو في الساعة 02:17 بالتوقيت العالمي وكان بقوة X1.7، وحدث الثاني في الساعة 16:05 بالتوقيت العالمي وكان بقوم X2.8، أما الثالث وهو الأكبر فقد حدث اليوم الثلاثاء في الساعة 01:11 صباحا بالتوقيت العالمي وكان بقوة X3.2. وهذه هي أشد انفجارات على الشمس خلال هذا العام، وهي مؤشر على ازدياد النشاط الشمسي، المتوقع أن يصل ذروته هذا العام في دورة تبلغ مدتها 11 سنة. هذا وتتوقع مراكز الرصد العالمية حصول انفجارات قوية مماثلة خلال الأربعة والعشرين ساعة القادمة بنسبة 40%.
وتصنف قوة هذه الانفجارات على ما يسمى بمقياس ريختر الشمسي، بحيث تصنف الانفجارات الضعيفة بأرقام من واحد إلى عشرة مبتدئة بالحرف C، في حين تصنف المتوسطة مبتدئة بالحرف M، أما القوية فتصنف مبتدئة بالحرف X.
وفي العادة يصاحب الانفجار الشديد انبعاثات هائلة من مادة الشمس تقذف في الفضاء، تسمى انبعاثات الشمس الإكليلية، وهي خطرة إذا صدف أنها اتجهت نحو الأرض. إلا أن الانبعاثات المصاحبة لهذه الانفجارات لم تتجه نحو الأرض، وبالتالي فإن الأثر الكلي لهذه الانفجارات على الأرض أقل من غيره.
ولنشاط الشمس دورة شبه منتظمة تبلغ فيها الشمس ذروتها كل 11 سنة، وذروة الدورة الحالية متوقعة أن تكون عام 2013، وحيث أننا الآن في الذروة فمن الطبيعي أن نشهد ازدياد في نشاط الشمس. والانفجار الشمسي الواحد ينتج عنه في الغالب ثلاثة أشياء أو نواتج، وكل واحد يصل إلى الأرض في وقت مختلف وله تأثير مختلف عن الآخر.
فعندما يحدث انفجار على الشمس، فإن أول ما يصل إلى الأرض هو ازدياد في الطيف الكهرومغناطيسي للشمس، والطيف الكهرومغناطيسي يشمل الأشعة الراديوية وتحت الحمراء والمرئية وفوق البنفسجية وأشعة إكس وأشعة جاما. والأخطر منها هي أشعة إكس وهي تلك المستعملة في المستشفيات للحصول على صور الأشعة. وكما ذكرنا فإن هذه الأشعة تصل إلى الأرض فور علمنا بحدوث انفجار، وينحصر تأثير هذه الأشعة الزائدة بحدوث تشويش على الاتصالات الراديوية في بعض النطاقات المستخدمة في الملاحة، فعندها إن كانت العاصفة شديدة قد تفقد الطائرات والبواخر التي تستخدم هذه الأمواج (وهي قليلة) الاتصال لمدة قد تصل إلى بعض الساعات. وهذا هو النوع من الانفجارات التي حصلت مؤخرا.
ويؤدي الانفجار الحاصل على الشمس إلى تسريع جسيمات (برتونات وإلكترونات) بحيث تصبح ذات طاقة عالية جدا، وهي تصل إلى الأرض بعد حوالي ساعة إلى ساعتين من الانفجار، وهذا هو الناتج الثاني من الانفجار، ويتلخص خطرها بشكل رئيس على الأقمار الصناعية، فاصطدام هذه الجسيمات بالأقمار الصناعية قد يعطلها مؤقتا أو بشكل دائم، ويستمر هذا التدفق من الجسيمات المشحونة ذات الطاقة العالية لعدة ساعات. كما أن هذه الجسيمات تشكل خطرا صحيا على رواد الفضاء والمسافرين في الطائرات في المناطق الشمالية القريبة من القطب، إلا أن شركات الطيران تراقب ذلك، وتبعد طائراتها عن تلك المنطقة أثناء هذه العاصفة.
أما بعد حوالي يوم أو يومين من الانفجار يصلنا الناتج الثالث من الانفجار، وهو عبارة عن مادة الشمس نفسها، بحيث تقذف الشمس كمية هائلة من مادتها وهي عبارة عن غاز مؤين ويحتوي على مجالات مغناطيسية، وعندما تصطدم هذه الكتلة بالأرض فإنها تسبب اضطرابا في المجال المغناطيسي الأرضي، وبالتالي تتأثر البوصلة بذلك، وتتسبب بتكون تيارات كهربائية في خطوط الضغط العالي لشبكات الكهرباء، مما قد يزيد الحمل الكهربائي على الشبكة وتؤدي إلى انقطاع التيار بل وحتى قد يحترق المحول الرئيس للشبكة، ويظهر وقتئذ الشفق القطبي. إلا أن هذه المخاطر الرئيسة محصورة في المناطق القريبة من الأقطاب، مثل شمال أوروبا وشمال آسيا وشمال أمريكا، أما نحن في المنطقة العربية فإننا في مأمن من هذه التأثيرات بسبب الغلاف المغناطيسي الأرضي.
فالغلاف الجوي الأرضي يحمينا من الناتج الأول والغلاف المغناطيسي يحمينا من الناتج الثالث، والغلافين الجوي والمغناطيسي يشتركان في حمايتنا من الناتج الثاني. وتنحصر المناطق المتأثرة في المناطق الواقعة بالقرب من الأقطاب، وتقترب منا كلما كان الانفجار أكبر، إلا أنها تبقى بعيدا عن المنطقة العربية. ويبقى الاحتمال الوحيد لتأثرنا في المنطقة العربية هو أن تتسبب العاصفة بتلف إحدى الأقمار الصناعية الهامة، إضافة إلى تشويشها على أقمار الملاحة الـ GPS.
كذلك فإنه لا علاقة بين هذه الانفجارات ودرجة الحرارة على سطح الأرض، فهذه الانفجارات لا تؤدي إلى ازدياد في درجة الحرارة على سطح الأرض.
صورة للانفجار الثالث الذي حدث على الشمس اليوم الثلاثاء 14 آيار/مايو في الساعة 01:11 بالتوقيت العالمي. ويظهر الانفجار على اليسار عند حافة الشمس. وهذه الصورة ملتقطة من قبل الأقمار الصناعية باست خدام الأمواج فوق البنفسجية القصوى.
المهندس محمد شوكت عودة
مدير مركز الفلك الدولي
وتصنف قوة هذه الانفجارات على ما يسمى بمقياس ريختر الشمسي، بحيث تصنف الانفجارات الضعيفة بأرقام من واحد إلى عشرة مبتدئة بالحرف C، في حين تصنف المتوسطة مبتدئة بالحرف M، أما القوية فتصنف مبتدئة بالحرف X.
وفي العادة يصاحب الانفجار الشديد انبعاثات هائلة من مادة الشمس تقذف في الفضاء، تسمى انبعاثات الشمس الإكليلية، وهي خطرة إذا صدف أنها اتجهت نحو الأرض. إلا أن الانبعاثات المصاحبة لهذه الانفجارات لم تتجه نحو الأرض، وبالتالي فإن الأثر الكلي لهذه الانفجارات على الأرض أقل من غيره.
ولنشاط الشمس دورة شبه منتظمة تبلغ فيها الشمس ذروتها كل 11 سنة، وذروة الدورة الحالية متوقعة أن تكون عام 2013، وحيث أننا الآن في الذروة فمن الطبيعي أن نشهد ازدياد في نشاط الشمس. والانفجار الشمسي الواحد ينتج عنه في الغالب ثلاثة أشياء أو نواتج، وكل واحد يصل إلى الأرض في وقت مختلف وله تأثير مختلف عن الآخر.
فعندما يحدث انفجار على الشمس، فإن أول ما يصل إلى الأرض هو ازدياد في الطيف الكهرومغناطيسي للشمس، والطيف الكهرومغناطيسي يشمل الأشعة الراديوية وتحت الحمراء والمرئية وفوق البنفسجية وأشعة إكس وأشعة جاما. والأخطر منها هي أشعة إكس وهي تلك المستعملة في المستشفيات للحصول على صور الأشعة. وكما ذكرنا فإن هذه الأشعة تصل إلى الأرض فور علمنا بحدوث انفجار، وينحصر تأثير هذه الأشعة الزائدة بحدوث تشويش على الاتصالات الراديوية في بعض النطاقات المستخدمة في الملاحة، فعندها إن كانت العاصفة شديدة قد تفقد الطائرات والبواخر التي تستخدم هذه الأمواج (وهي قليلة) الاتصال لمدة قد تصل إلى بعض الساعات. وهذا هو النوع من الانفجارات التي حصلت مؤخرا.
ويؤدي الانفجار الحاصل على الشمس إلى تسريع جسيمات (برتونات وإلكترونات) بحيث تصبح ذات طاقة عالية جدا، وهي تصل إلى الأرض بعد حوالي ساعة إلى ساعتين من الانفجار، وهذا هو الناتج الثاني من الانفجار، ويتلخص خطرها بشكل رئيس على الأقمار الصناعية، فاصطدام هذه الجسيمات بالأقمار الصناعية قد يعطلها مؤقتا أو بشكل دائم، ويستمر هذا التدفق من الجسيمات المشحونة ذات الطاقة العالية لعدة ساعات. كما أن هذه الجسيمات تشكل خطرا صحيا على رواد الفضاء والمسافرين في الطائرات في المناطق الشمالية القريبة من القطب، إلا أن شركات الطيران تراقب ذلك، وتبعد طائراتها عن تلك المنطقة أثناء هذه العاصفة.
أما بعد حوالي يوم أو يومين من الانفجار يصلنا الناتج الثالث من الانفجار، وهو عبارة عن مادة الشمس نفسها، بحيث تقذف الشمس كمية هائلة من مادتها وهي عبارة عن غاز مؤين ويحتوي على مجالات مغناطيسية، وعندما تصطدم هذه الكتلة بالأرض فإنها تسبب اضطرابا في المجال المغناطيسي الأرضي، وبالتالي تتأثر البوصلة بذلك، وتتسبب بتكون تيارات كهربائية في خطوط الضغط العالي لشبكات الكهرباء، مما قد يزيد الحمل الكهربائي على الشبكة وتؤدي إلى انقطاع التيار بل وحتى قد يحترق المحول الرئيس للشبكة، ويظهر وقتئذ الشفق القطبي. إلا أن هذه المخاطر الرئيسة محصورة في المناطق القريبة من الأقطاب، مثل شمال أوروبا وشمال آسيا وشمال أمريكا، أما نحن في المنطقة العربية فإننا في مأمن من هذه التأثيرات بسبب الغلاف المغناطيسي الأرضي.
فالغلاف الجوي الأرضي يحمينا من الناتج الأول والغلاف المغناطيسي يحمينا من الناتج الثالث، والغلافين الجوي والمغناطيسي يشتركان في حمايتنا من الناتج الثاني. وتنحصر المناطق المتأثرة في المناطق الواقعة بالقرب من الأقطاب، وتقترب منا كلما كان الانفجار أكبر، إلا أنها تبقى بعيدا عن المنطقة العربية. ويبقى الاحتمال الوحيد لتأثرنا في المنطقة العربية هو أن تتسبب العاصفة بتلف إحدى الأقمار الصناعية الهامة، إضافة إلى تشويشها على أقمار الملاحة الـ GPS.
كذلك فإنه لا علاقة بين هذه الانفجارات ودرجة الحرارة على سطح الأرض، فهذه الانفجارات لا تؤدي إلى ازدياد في درجة الحرارة على سطح الأرض.
صورة للانفجار الثالث الذي حدث على الشمس اليوم الثلاثاء 14 آيار/مايو في الساعة 01:11 بالتوقيت العالمي. ويظهر الانفجار على اليسار عند حافة الشمس. وهذه الصورة ملتقطة من قبل الأقمار الصناعية باست خدام الأمواج فوق البنفسجية القصوى.
المهندس محمد شوكت عودة
مدير مركز الفلك الدولي