مذنب آيسون... مذنب المفاجآت
المذنب ربما ما زال على قيد الحياة
المهندس محمد شوكت عودة
مدير مركز الفلك الدولي
لم يكن يوم أمس الخميس 28 نوفمبر يوما عاديا لعلماء الفلك، وأوقع بعض وكالات الفضاء العالمية ووكالات الأنباء العالمية في بلبلة وأصدروا تصريحات اكتشفوا بعد قليل أنها غير دقيقة! فيوم أمس كان يوم مرور المذنب آيسون في أقرب نقطة من الشمس، والمذنبات عبارة عن كتلة كبيرة من الجليد المخلوطة بالأتربة والصخور، وفي العادة تكون نواة المذنب صغيرة بحيث لا تتعدى 60 كم على حد أقصى، إلا أن الهالة المحيطة به والمكونة من الجليد الذائب والأتربة قد تصل إلى آلاف أو حتى ملايين الكيلومترات، ومع اقتراب المذنب من الشمس ونتيجة لضغط الرياح الشمسية والحرارة يتكون الذنب ويزداد حجمه كلما اقترب من الشمس وقد يصل طوله الذنب إلى ملايين الكيلومترات. ويقدر أن قطر نواة مذنب آيسون هي 1 كم فقط.
وعند اكتشاف المذنب آيسون يوم 21 سبتمبر 2012م كان يقع على بعد 935 مليون كم من الشمس، وكان لا يرى إلا باستخدام التلسكوبات الكبيرة، وبمرور الأيام واقترابه من الشمس ازداد لمعانه، إلى أن أصبح مرئيا بالتلسكوبات الصغيرة ابتداء من أوائل شهر أكتوبر الماضي، وشهد المذنب يوم 12 نوفمبر الماضي بعض الانفجارات التي أدت إلى ازدياد لمعانه، وأصبح مرئيا بالعين المجردة ابتداء من يوم 14 نوفمبر، وقد استطاع المهتمون رؤيته بالعين المجردة في جهة الشرق قبل شروق الشمس بقليل لعدة أيام.
واستمر المذنب باقترابه من الشمس، وقد وصل إلى نقطة الحضيض (أقرب نقطة إلى الشمس) يوم أمس الخميس 28 نوفمبر في الساعة 18:38 بتوقيت غرينتش، وكان على مسافة مليون و150 ألف كم من سطح الشمس، وهذه تعتبر مسافة قريبة جدا، لدرجة أن مثل هذه المذنبات تسمى المذنبات الملامسة للشمس، ولا أحد يستطيع التنبؤ بمستقبل المذنبات الملامسة للشمس، فبعضها يتلاشى نتيجة للتسخين العالي جدا بسبب قربه من الشمس ولا يعود له وجود، والبعض يستطيع الإفلات ونتمكن من رؤيته في السماء مرة أخرى بعد وصوله للحضيض. وبالنسبة للمذنب آيسون فلم يكن أحد يعلم ماذا سيحدث له!
ولحسن الحظ فهناك تلسكوبات في الفضاء مخصصة لرصد الشمس، وتضع صورها على شبكة الإنترنت أولا بأول، وقد كان المذنب ظاهرا في هذه الصور يوم أمس، وأشهرها التلسكوب الشمسي "سوهو"، وقد جذب هذا الموقع الملايين يوم أمس لمشاهدة مرور المذنب بالقرب من الشمس، وقد أدى الضغط الهائل على موقع التلسكوب إلى توقفه عدة مرات، وكان علماء الفلك والمهتمون يراقبون الصور أولا بأول، وقد لاحظ العلماء بعد الدقائق الأولى من عبور المذنب أنه لم يعد له وجود، فتسرع البعض وأعلن وفاة المذنب واختفائه، وكان من أشهر من تداول هذا الخبر وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الأنباء البي بي سي والكثير من هواة الفلك! إلا أنه كان لوكالة الفضاء الأمريكية رأيا آخرا! ففضلت التريث، وما هي إلا دقائق أخرى إلا وأظهرت صور التلسكوب الشمسي "سوهو" شيئا ما ظهر في الصور! وأربك "هذا الشيء" العلماء والمهتمين، وكانت أوائل التصريحات تقول أن هذا قد يكون بقايا غبار المذنب ولكن نواة المذنب قد تلاشت! ولكن أخذ هذا الشيء بالوضوح أكثر! فأصبحت التصريحات بعد ذلك تقول إنه ربما يكون جزءا من نواة المذنب قد استطاع الإفلات! ولكن حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لا يعلم أحد على وجه الدقة والتأكد هل سنرى "هذا المتبقي" في السماء فعلا بعد عدة أيام بعدما يبتعد عن وهج الشمس؟ وهل ما تبقى هو فعلا جزءا من النواة! بالتأكيد نحتاج إلى بعض الساعات أو ربما الأيام لتتضح الحقيقة!
وقد كان من أجمل التصريحات يوم أمس، تصريح "بروس بيتس" مدير المشاريع في جمعية الكواكب العالمية الشهيرة، وقوله فجر اليوم: "من الواضح الآن أن المذنب آيسون إما أنه استطاع النجاة أو أنه لم يستطع النجاة أو كليهما"! ، وقال الراصد الفلكي "باتامس" أنه راقب هو وفريقه ما يقرب من ألفي مذنب عابر للشمس، إلا أنهم لم يشاهدوا شيئا كالذي فعله المذنب آيسون"، وفي الساعة الثانية فجرا أصدرت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تصريحا أن مصير المذنب ما زال غير معروف، ونشرت البي بي سي خبرا يفيد أن المذنب ربما ما زال على قيد الحياة!
وفيما يلي بعض الصور التي تشرح الموضوع:
الصورة الأولى: صورة للمذنب يوم أمس في الساعة 15:42 بتوقيت غرينتش قبل وصوله للحضيض.
الصورة الثانية: صورة للمذنب يوم أمس في الساعة 15:51 بتوقيت غرينتش قبل وصوله للحضيض.
الصورة الثالثة: من الصور الأولى للمذنب بعد الحضيض، يوم أمس في الساعة 20:36 بتوقيت غرينتش، وتظهر آثارا له استطاعت البقاء بعد مروره في الحضيض.
الصورة الرابعة: من الصور الأولى للمذنب بعد الحضيض، يوم أمس في الساعة 23:30 بتوقيت غرينتش، وتظهر آثارا له استطاعت البقاء بعد مروره في الحضيض.
الصورة الخامسة: صورة للمذنب اليوم الجمعة الساعة 00:07 بتوقيت غرينتش، وتظهر آثارا له استطاعت البقاء بعد مروره في الحضيض.
المذنب ربما ما زال على قيد الحياة
المهندس محمد شوكت عودة
مدير مركز الفلك الدولي
لم يكن يوم أمس الخميس 28 نوفمبر يوما عاديا لعلماء الفلك، وأوقع بعض وكالات الفضاء العالمية ووكالات الأنباء العالمية في بلبلة وأصدروا تصريحات اكتشفوا بعد قليل أنها غير دقيقة! فيوم أمس كان يوم مرور المذنب آيسون في أقرب نقطة من الشمس، والمذنبات عبارة عن كتلة كبيرة من الجليد المخلوطة بالأتربة والصخور، وفي العادة تكون نواة المذنب صغيرة بحيث لا تتعدى 60 كم على حد أقصى، إلا أن الهالة المحيطة به والمكونة من الجليد الذائب والأتربة قد تصل إلى آلاف أو حتى ملايين الكيلومترات، ومع اقتراب المذنب من الشمس ونتيجة لضغط الرياح الشمسية والحرارة يتكون الذنب ويزداد حجمه كلما اقترب من الشمس وقد يصل طوله الذنب إلى ملايين الكيلومترات. ويقدر أن قطر نواة مذنب آيسون هي 1 كم فقط.
وعند اكتشاف المذنب آيسون يوم 21 سبتمبر 2012م كان يقع على بعد 935 مليون كم من الشمس، وكان لا يرى إلا باستخدام التلسكوبات الكبيرة، وبمرور الأيام واقترابه من الشمس ازداد لمعانه، إلى أن أصبح مرئيا بالتلسكوبات الصغيرة ابتداء من أوائل شهر أكتوبر الماضي، وشهد المذنب يوم 12 نوفمبر الماضي بعض الانفجارات التي أدت إلى ازدياد لمعانه، وأصبح مرئيا بالعين المجردة ابتداء من يوم 14 نوفمبر، وقد استطاع المهتمون رؤيته بالعين المجردة في جهة الشرق قبل شروق الشمس بقليل لعدة أيام.
واستمر المذنب باقترابه من الشمس، وقد وصل إلى نقطة الحضيض (أقرب نقطة إلى الشمس) يوم أمس الخميس 28 نوفمبر في الساعة 18:38 بتوقيت غرينتش، وكان على مسافة مليون و150 ألف كم من سطح الشمس، وهذه تعتبر مسافة قريبة جدا، لدرجة أن مثل هذه المذنبات تسمى المذنبات الملامسة للشمس، ولا أحد يستطيع التنبؤ بمستقبل المذنبات الملامسة للشمس، فبعضها يتلاشى نتيجة للتسخين العالي جدا بسبب قربه من الشمس ولا يعود له وجود، والبعض يستطيع الإفلات ونتمكن من رؤيته في السماء مرة أخرى بعد وصوله للحضيض. وبالنسبة للمذنب آيسون فلم يكن أحد يعلم ماذا سيحدث له!
ولحسن الحظ فهناك تلسكوبات في الفضاء مخصصة لرصد الشمس، وتضع صورها على شبكة الإنترنت أولا بأول، وقد كان المذنب ظاهرا في هذه الصور يوم أمس، وأشهرها التلسكوب الشمسي "سوهو"، وقد جذب هذا الموقع الملايين يوم أمس لمشاهدة مرور المذنب بالقرب من الشمس، وقد أدى الضغط الهائل على موقع التلسكوب إلى توقفه عدة مرات، وكان علماء الفلك والمهتمون يراقبون الصور أولا بأول، وقد لاحظ العلماء بعد الدقائق الأولى من عبور المذنب أنه لم يعد له وجود، فتسرع البعض وأعلن وفاة المذنب واختفائه، وكان من أشهر من تداول هذا الخبر وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الأنباء البي بي سي والكثير من هواة الفلك! إلا أنه كان لوكالة الفضاء الأمريكية رأيا آخرا! ففضلت التريث، وما هي إلا دقائق أخرى إلا وأظهرت صور التلسكوب الشمسي "سوهو" شيئا ما ظهر في الصور! وأربك "هذا الشيء" العلماء والمهتمين، وكانت أوائل التصريحات تقول أن هذا قد يكون بقايا غبار المذنب ولكن نواة المذنب قد تلاشت! ولكن أخذ هذا الشيء بالوضوح أكثر! فأصبحت التصريحات بعد ذلك تقول إنه ربما يكون جزءا من نواة المذنب قد استطاع الإفلات! ولكن حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لا يعلم أحد على وجه الدقة والتأكد هل سنرى "هذا المتبقي" في السماء فعلا بعد عدة أيام بعدما يبتعد عن وهج الشمس؟ وهل ما تبقى هو فعلا جزءا من النواة! بالتأكيد نحتاج إلى بعض الساعات أو ربما الأيام لتتضح الحقيقة!
وقد كان من أجمل التصريحات يوم أمس، تصريح "بروس بيتس" مدير المشاريع في جمعية الكواكب العالمية الشهيرة، وقوله فجر اليوم: "من الواضح الآن أن المذنب آيسون إما أنه استطاع النجاة أو أنه لم يستطع النجاة أو كليهما"! ، وقال الراصد الفلكي "باتامس" أنه راقب هو وفريقه ما يقرب من ألفي مذنب عابر للشمس، إلا أنهم لم يشاهدوا شيئا كالذي فعله المذنب آيسون"، وفي الساعة الثانية فجرا أصدرت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تصريحا أن مصير المذنب ما زال غير معروف، ونشرت البي بي سي خبرا يفيد أن المذنب ربما ما زال على قيد الحياة!
وفيما يلي بعض الصور التي تشرح الموضوع:
الصورة الأولى: صورة للمذنب يوم أمس في الساعة 15:42 بتوقيت غرينتش قبل وصوله للحضيض.
الصورة الثانية: صورة للمذنب يوم أمس في الساعة 15:51 بتوقيت غرينتش قبل وصوله للحضيض.
الصورة الثالثة: من الصور الأولى للمذنب بعد الحضيض، يوم أمس في الساعة 20:36 بتوقيت غرينتش، وتظهر آثارا له استطاعت البقاء بعد مروره في الحضيض.
الصورة الرابعة: من الصور الأولى للمذنب بعد الحضيض، يوم أمس في الساعة 23:30 بتوقيت غرينتش، وتظهر آثارا له استطاعت البقاء بعد مروره في الحضيض.
الصورة الخامسة: صورة للمذنب اليوم الجمعة الساعة 00:07 بتوقيت غرينتش، وتظهر آثارا له استطاعت البقاء بعد مروره في الحضيض.