2013 عام المذنبات.... مذنب لامع يرى الآن بالعين المجردة
تميز العام 2013 بظهور أربعة مذنبات لامعة لغاية الآن، ثلاثة منها أمكنت رؤيتها بالعين المجردة، فقد بقي المذنب آيسون محط أنظار الفلكيين في جميع أنحاء العالم خلال الفترة الماضية، فكان الجميع يترقب مصيره بعد مروره بجانب الشمس، حيث تراوحت الاحتمالات بين أن يتفتت ويتلاشى وبين أن يصمد، وتبين مؤخرا أن جزءا من مذنب آيسون استطاع الإفلات وقد تمكن بعض الراصدين من رؤيته باستخدام تلسكوبات خلال اليومين الماضيين، إلا أن لمعانه أقل من المتوقع ولا تمكن رؤيته إلا باستخدام التلسكوبات فقط، ومن هنا بدأ نجم هذا المذنب بالأفول. ولكن في تلك الأثناء صعد نجم مذنب آخر، وهو مذنب Lovejoy، حيث أنه من الممكن رؤية هذا المذنب الآن بالعين المجردة!
اكتشف المذنب Lovejoy يوم 07 سبتمبر 2013م من قبل هاوي فلك استرالي يدعى Terry Lovejoy، وقد سمي المذنب باسمه كما درجت العادة، وكان حينها يرى بواسطة التلسكوبات فقط، وبدأ المذنب يرى بالعين المجردة ابتداء من يوم 01 نوفمبر الماضي، ومنذ ذلك الوقت أخذ لمعان المذنب بالازدياد، إلا أن وصل الآن إلى أقصى لمعان له، حيث أنه يلمع من القدر الرابع، وهذا يعتبر شيئا مميزا بالنسبة للمذنبات، والأجرام السماوية من القدر الرابع ترى بسهولة من مكان مظلم بعيدا عن إضاءة المدن، في حين أنه على الأغلب لا تمكن رؤيتها من داخل المدينة بسبب الإضاءة. وقد وصل المذنب إلى أقرب نقطة من الأرض يوم 19 نوفمبر وكان على بعد 61 مليون كم، وسيصل المذنب إلى أقرب نقطة من الشمس يوم 25 ديسمبر حيث سيكون على بعد 131 مليون كم منها، وهو يدور حول الشمس مرة واحدة كل 7 آلاف سنة!
وقد لوحظ وقت ظهور المذنب آيسون اهتمام العديد من الناس بهذا الموضوع بل ورغبتهم رؤية المذنب. وهناك أساسيات بسيطة يجب على المهتم معرفتها حتى ينجح في رؤية المذنب، أهمها كيف سيبدو المذنب، فقد ساد عند كثير من الناس أن المذنب يمر سريعا جدا في السماء مثل الشهاب، وهذا غير صحيح، فالمذنب يبقى ظاهرا في السماء لأيام وأسابيع وربما أشهر وسنوات، وإنما يتحرك بين النجوم بحركة بطيئة في الغالب نحتاج إلى يوم أو يومين لملاحظتها، وخلال وجود المذنب في السماء يختلف لمعانه تبعا لبعده عن الشمس والأرض، فيكون خافتا عندما يكون بعيدا عنا، ويزداد لمعانه عند اقترابه من الأرض والشمس. كما أن المذنب بشكل عام حتى اللامع منه لا يظهر بالعين المجردة بشكل مميز كبير كالذي نراه في الصور، فنادرة جدا المذنبات التي تفعل ذلك، إنما يبدو المذنب كبقعة بيضاء صغيرة غبشاء، وقد يستطيع الراصد رؤية ذنب صغير له إن كان المذنب لامعا فعلا وكبيرا نسبيا. كما أن رصد المذنب يجب أن يكون من منطقة مظلمة بعيدا عن إضاءة المدينة، حيث أن الإضاءة ستخفي المذنب كما أنها تخفي النجوم. وأخيرا يجب أن يعرف الراصد الجهة التي يجب أن ينظر إليها والوقت حتى يتمكن من رؤية المذنب.
وبالنسبة لمذنب Lovejoy فإنه يظهر الآن في جهة الشمال الشرقي وقت الفجر، فإن قمت بالرصد من مكان مظلم ونظرت مع آذان الفجر إلى جهة الشمال الشرقي ستراه مرتفعا قليل على بعد 15-20 درجة عن الأفق، وسيبدو كبقعة صغيرة مغبشة، أما إن كنت تملك منظارا صغيرا فإنك ستتمكن من رؤية ذيل المذنب بشكل واضح، وإن قمت بتصويره لمدة بعض الدقائق فإنك بكل تأكيد ستحصل على صورة مميزة له.
المهندس محمد شوكت عودة
مدير مركز الفلك الدولي
صورة المذنب Lovejoy كما تم تصويره يوم 03 ديسمبر بواسطة تلسكوب سوبارو الياباني.
مسار المذنب Lovejoy في السماء كما يبدو عند طلوع الفجر.
تميز العام 2013 بظهور أربعة مذنبات لامعة لغاية الآن، ثلاثة منها أمكنت رؤيتها بالعين المجردة، فقد بقي المذنب آيسون محط أنظار الفلكيين في جميع أنحاء العالم خلال الفترة الماضية، فكان الجميع يترقب مصيره بعد مروره بجانب الشمس، حيث تراوحت الاحتمالات بين أن يتفتت ويتلاشى وبين أن يصمد، وتبين مؤخرا أن جزءا من مذنب آيسون استطاع الإفلات وقد تمكن بعض الراصدين من رؤيته باستخدام تلسكوبات خلال اليومين الماضيين، إلا أن لمعانه أقل من المتوقع ولا تمكن رؤيته إلا باستخدام التلسكوبات فقط، ومن هنا بدأ نجم هذا المذنب بالأفول. ولكن في تلك الأثناء صعد نجم مذنب آخر، وهو مذنب Lovejoy، حيث أنه من الممكن رؤية هذا المذنب الآن بالعين المجردة!
اكتشف المذنب Lovejoy يوم 07 سبتمبر 2013م من قبل هاوي فلك استرالي يدعى Terry Lovejoy، وقد سمي المذنب باسمه كما درجت العادة، وكان حينها يرى بواسطة التلسكوبات فقط، وبدأ المذنب يرى بالعين المجردة ابتداء من يوم 01 نوفمبر الماضي، ومنذ ذلك الوقت أخذ لمعان المذنب بالازدياد، إلا أن وصل الآن إلى أقصى لمعان له، حيث أنه يلمع من القدر الرابع، وهذا يعتبر شيئا مميزا بالنسبة للمذنبات، والأجرام السماوية من القدر الرابع ترى بسهولة من مكان مظلم بعيدا عن إضاءة المدن، في حين أنه على الأغلب لا تمكن رؤيتها من داخل المدينة بسبب الإضاءة. وقد وصل المذنب إلى أقرب نقطة من الأرض يوم 19 نوفمبر وكان على بعد 61 مليون كم، وسيصل المذنب إلى أقرب نقطة من الشمس يوم 25 ديسمبر حيث سيكون على بعد 131 مليون كم منها، وهو يدور حول الشمس مرة واحدة كل 7 آلاف سنة!
وقد لوحظ وقت ظهور المذنب آيسون اهتمام العديد من الناس بهذا الموضوع بل ورغبتهم رؤية المذنب. وهناك أساسيات بسيطة يجب على المهتم معرفتها حتى ينجح في رؤية المذنب، أهمها كيف سيبدو المذنب، فقد ساد عند كثير من الناس أن المذنب يمر سريعا جدا في السماء مثل الشهاب، وهذا غير صحيح، فالمذنب يبقى ظاهرا في السماء لأيام وأسابيع وربما أشهر وسنوات، وإنما يتحرك بين النجوم بحركة بطيئة في الغالب نحتاج إلى يوم أو يومين لملاحظتها، وخلال وجود المذنب في السماء يختلف لمعانه تبعا لبعده عن الشمس والأرض، فيكون خافتا عندما يكون بعيدا عنا، ويزداد لمعانه عند اقترابه من الأرض والشمس. كما أن المذنب بشكل عام حتى اللامع منه لا يظهر بالعين المجردة بشكل مميز كبير كالذي نراه في الصور، فنادرة جدا المذنبات التي تفعل ذلك، إنما يبدو المذنب كبقعة بيضاء صغيرة غبشاء، وقد يستطيع الراصد رؤية ذنب صغير له إن كان المذنب لامعا فعلا وكبيرا نسبيا. كما أن رصد المذنب يجب أن يكون من منطقة مظلمة بعيدا عن إضاءة المدينة، حيث أن الإضاءة ستخفي المذنب كما أنها تخفي النجوم. وأخيرا يجب أن يعرف الراصد الجهة التي يجب أن ينظر إليها والوقت حتى يتمكن من رؤية المذنب.
وبالنسبة لمذنب Lovejoy فإنه يظهر الآن في جهة الشمال الشرقي وقت الفجر، فإن قمت بالرصد من مكان مظلم ونظرت مع آذان الفجر إلى جهة الشمال الشرقي ستراه مرتفعا قليل على بعد 15-20 درجة عن الأفق، وسيبدو كبقعة صغيرة مغبشة، أما إن كنت تملك منظارا صغيرا فإنك ستتمكن من رؤية ذيل المذنب بشكل واضح، وإن قمت بتصويره لمدة بعض الدقائق فإنك بكل تأكيد ستحصل على صورة مميزة له.
المهندس محمد شوكت عودة
مدير مركز الفلك الدولي
صورة المذنب Lovejoy كما تم تصويره يوم 03 ديسمبر بواسطة تلسكوب سوبارو الياباني.
مسار المذنب Lovejoy في السماء كما يبدو عند طلوع الفجر.